
مشاركة: قصص من بريد الأهرام - قراءة في بعض ما كتب الرائع عبد الوهاب مطاوع
بعد الأوان!
بـريــد الأهــرام
42921
السنة 127-العدد
2004
يونيو
11
23 من ربيع الاخر 1425 هـ
الجمعة
أنا سيدة أبلغ من العمر37 عاما مطلقة وأنا في التاسعة والعشرين من عمري وبعد زواج دام4 سنوات فقط وأثمر طفلة جميلة أكرس حياتي لتربيتها والإنفاق عليها وحدي, وتبلغ الآن من العمر11 عاما وكانت بداية تعرفي بزوجي السابق كالمعتاد عن طريق الكلية, وكان أول رجل في حياتي وقد تقدم لخطبتي واستمرت الخطبة عامين قمنا خلالهما بتأثيث مسكن جميل يحسدنا عليه كل من يراه, ثم أتممنا الزواج. وكأي علاقة زوجية تمر من آن لآخر بأزمات ولكنها تفاقمت في النهاية لتصل إلي الطلاق لثاني مرة وابنتي عمرها عامان فقط, وعانيت الكثير منه ومن أهله حتي أنني قمت بالتوقيع علي ورقة بالتنازل عن جميع حقوقي وكذلك عن ابنتي إذا تزوجت من آخر, ولكن شاءت إرادة الله أن يقف معي أحد معارف مطلقي بالرغم من عدم معرفتي به ويعيد إلي هذه الورقة بعد أن نال ما لا يحمد عقباه من زوجي وأهله. ولقد عانيت الكثير ومنه أخذ ابنتي مني ومروري علي المحاكم والأقسام لمدة19 يوما ولكن الجميع وقفوا إلي جانبي بفضل الله ودعاء الوالدين وعادت ابنتي إلي, وبعدها توفي أبي ثم أمي في خلال83 يوما فقط, وتزوج مطلقي ثانيا وأنجب ولدا ثم طلق زوجته وتزوج للمرة الثالثة ثم عرض علي أخيرا أن أعود إليه حتي يتسني له دخول منزلي في وقت متأخر ليري ابنتي, وعلي أن أظل كما أنا في البيت لا علاقة لي به, وإذا أردت علاقة زوجية فيمكنني أن أتصل به تليفونيا وساعتها أدركت كم أنه ضعيف ومسكين ويستحق الشفقة, وأنني إذا وافقت علي ذلك فسيكون مصيري الطلاق الثالث لأنه أيضا لا يريد اشراك أحد من أهلي في هذا الموضوع, المهم أنه في خلال هذه السنوات الثماني التي قضيتها وحدي من الله علي بحب الجميع لي في عملي وفي أهلي ومن جميع معارفي, وتقدم إلي كثيرون منهم الطبيب والمهندس والمحامي والمحاسب والكيميائي ومنهم من لم يسبق له الزواج, فكنت دائما أعتذر لهم مع احتفاظي بصداقتهم لأن كلا منهم يستحق أن يبدأ حياته مع آنسة وليس مع مطلقة لديها طفلة. وكذلك لخوفي من زوجي إذا علم بزواجي مما سيترتب عليه أخذ الطفلة وقد حرم مطلقته الثانية من طفلها وأبقاه مع الجدة لأمه لأنها تزوجت وهذا هو شرطه, ولكنها فضلت أن تعيش حياتها مع رجل آخر وتركت الطفل لوالدتها, وفي السنة الماضية اعترف لي زميل عزيز بأنني أول امرأة أحبها في حياته وتمني الارتباط بها, ولكن ظروفي وقتها كانت لا تسمح لي فتزوج هو ليكمل مسيرة حياته وأنجب طفلين من زوجة من الله عليه بها وهي علي خلق ودين وكذلك هو.
ظللت أقاومه وأؤكد له أنني لن أحتمل أن أظلم امرأة أخري لا ذنب لها, وهو يقول أنه لن يظلمها مطلقا ولن يتخلي عنها أو عن الأولاد, ولكنه يريدني كزوجة ثانية من غير علمها, وسنحاول أن نحافظ علي هذا السر في حدود ضيقة تقتصر علي معرفة أهلي المقربين, وفي نفس الوقت أحس أنني أريده فهو طيب الخلق وهاديء الطباع ويحنو علي ابنتي التي ترتبط به ودائمة السؤال عنه, فأنا لا أريد زوجا كل الوقت حتي لا يضجر من تحمل مسئولية ابنتي التي أحس أنني يجب أن أتحملها كاملة, كما أنه من المستحيل أن آخذه من زوجته, فهذا هو سبب رفضي أولا وأخيرا. وبالرغم من كثرة المتقدمين إلي ورفضي للجميع إلا أنني ملت إليه هو فقط ولا أستطيع أن أجازف بحياتي مع ابنتي إلا معه هو فقط, توجهت إلي مشيخة الأزهر لسؤالي عن إثمي إذا تزوجته فأخبروني أن هذا ليس حراما بالمرة وأن علي فقط أن أظل حريصة علي عدم ظلم زوجته وأنه هو المسئول عن العدل بيننا بما أحله الله.
أريد الزواج ولكنني أخاف من الله إذا كان في هذا الارتباط ظلم لزوجته, وأخاف من ضميري وفي نفس الوقت أريد أن أعيش بقية حياتي معه فما رأيك؟
ولكاتبة هذه الرسالة أقول:
ما قاله لك الشيوخ الأجلاء من أن زواجك منه ليس حراما وأن المهم هو العدل بين الزوجتين وهو مسئولية الزوج صحيح من الناحية الشرعية.. لكن ماذا يضطرك لأن تكوني زوجة ثانية وفي مقدورك أن تكوني الزوجة الوحيدة لرجل يكتفي بك وحدك ويملأ عليك حياتك.., ولماذا تتخفين بزواجك وكأنك ستفعلين شيئا إدا, خاصة أن السرية هنا ليس المقصود منها ألا ينزع منك مطلقك ابنتك وإنما تكتم الأمر عن زوجة من ترغبين في الارتباط به, وإلي متي سوف تنجحين في الحفاظ علي سرية هذا الزواج, وكل سر جاوز الاثنين شاع كما يقول الحكماء.. ولماذا تتسترين بزواجك ومن حقك أن تتزوجي في العلن وتنظمي مع زوجك حضانة ابنتك؟ إن ميل قلبك لهذا الشخص ليس أبديا ولا هو بالأصالة التي تتصورينها وإلا لما كنت قد رفضته وهو أعزب ولم يتزوج بعد.. فماذا جد عليه حتي أصبح الآن بعد زواجه الأمل والأمنية؟ يا سيدتي راجعي نفسك.. واختاري من بين من يتقدمون لك وهم كثيرون كما تقولين من لا يعدك الارتباط به بالمزيد من المشاكل والاضطرابات, وأنت في مرحلة من العمر تستحقين فيها أن تسكني إلي رجل يكتفي بك ويحرص عليك وعلي ابنتك والسلام.