
مشاركة: قصص من بريد الأهرام - قراءة في بعض ما كتب الرائع عبد الوهاب مطاوع
صيغة الاعتراف!
بـريــد الأهــرام
42928
السنة 127-العدد
2004
يونيو
18
30 ربيع الآخر 1425 هـ
الجمعة
أنا سيدة في العقد الخامس من العمر تزوجت منذ27 عاما من رجل يصغرني بعامين, وكنت وقتها أعمل موظفة بخزينة بنك ولم أستكمل مدة الأشهر الستة اللازمة للتثبيت وتم الزفاف وأخذني زوجي معه إلي العراق وأنجبت ولدا وبنتا ثم عدنا الي وطننا الأم مصر,.. وأقمت حاجزا بيني وبين أهل زوجي فكنت اتجهم في وجوههم حتي لا يزورنا أحد منهم ثم رزقنا الله بولد وبنت آخرين وجاءت والدة زوجي لتقيم معنا فلم أحسن معاملتها خلال الأسبوع الذي أقامته معنا حتي هربت من هذا الجحيم.. ولم تستطع أن تقول أي كلمة لابنها الوحيد وأنني كنت ألازمهما إلي أن ينهضا للنوم.. وكبر الأبناء وانتقلنا إلي القاهرة وجاءت حماتي مرتين أو ثلاثا وفي كل مرة تحدث مشكلة كبيرة وتذهب لإحدي بناتها وذهب زوجي للعمرة فسأل فقيها في ذلك فقال له أن الأم لا تعوض أما الزوجة فيمكن تعويضها, ومنذ ذلك التاريخ وهو يريد الزواج لكي تقيم الزوجة الثانية مع والدته لكني كنت أسعي لإفشال كل زيجة كان يتقدم اليها, إلي أن مرض زوجي مرضا شديدا وطرد زوج اخته والدته بدعوي ان ابنها أحق برعايتها منه, فأقام معها زوجي خلال الأجازة المرضية لمدة شهر ونصف الشهر في شقته الثانية بالمدينة الساحلية يخدمها ويرعاها ويغسل لها ملابسها ولم أذهب لزيارته أنا وبنتاي وولداي لكي نشد من أزره أو نساعده في هذه المحنة لاني لا أحب أحدا من عائلته, وكان زوجي يئن طوال الليل من المرض والتعب ولم يقبل ادخال والدته دارا للمسنين واتفق في النهاية علي أن تقيم مع ابن ابنتها علي أن يعطيه مبلغا شهريا نظير ذلك, وفي خلال هذه الفترة وعند سفره لإحدي الدول كتب لابنته الكبري توكيلا بالشقة الساحلية بحيث أذا جاء عريس لإحدي بناته تبيع الشقة وتجهز نفسها بثمنها.. ونسي هذا التوكيل بعد عودته علما بأنه عمل عقدا للشقة من صاحبة الملك, وتوفيت وعمل بعد وفاتها عقد صحة بيع ونفاذ ولم يتمكن من تسجيلها باسمه في الهيئة العامة لتعاونيات البناء.. وحدث خلاف مع ابن اخته وتزوج زوجي بغير علمي من سيدة عمرها45 عاما لتخدم والدته.. وكنت أخطط خلال هذه الفترة لنقل ملكية الشقة الساحلية الينا وتم عمل توكيل من ابنتي لي وبالتعامل مع المحامين وبمعرفتي بالموظفين نقلت ملكية الشقة باسمي علما بأنني مقيمة بشقة تمليك في القاهرة يملكها زوجي وبها افخر الاثاث وحين ذهب زوجي لسداد قسط الشقة فوجيء بأنها ليست باسمه وكاد يجن وارتفع عنده السكر إلي550 وانا فرحة وسعيدة.. والان
أحاول نقل ملكية شقة القاهرة وقد لعبت في عقول الأولاد وأصبحوا يكرهون أباهم أشد الكراهية وهو يرسل لي المصروف الشهري للمنزل, وعرفت أنه أجر الشقة الأخري بمبلغ كبير فذهبت للطلبة الساكنين فيها وحاولت طردهم حتي أحرمه من سداد إيجار شقته الجديدة علما بأنه قد أمن مستقبلي بمبلغ شهري وتأمين صحي إلا أنني حاقدة عليه وكلما عرفت رقم تليفونه الذي يغيره كل فترة اشفي غليلي واشتم كل من يرد علي بأصعب الألفاظ.. إنه يهددني الآن بطردي من سكن الزوجية وأنا لم أطلق بعد ويهددني بإبلاغ النيابة علي التزوير الذي تم في الشقة الساحلية فهل أنا علي حق علما بأنه لم يتزوج أحد من أبنائي حتي الآن؟.
ولكاتبة هذه الرسالة أقول:
أشك كثيرا في أنك كاتبة هذه الرسالة ويراودني الاحساس بأن كاتبها علي لسانك هو زوجك, لأن اعترافك بكراهيتك لأهله وسوء معاملتك لوالدته واغتصابك لشقته لا يتفق ابدا مع تساؤلك في النهاية هل أنت علي حق فيما فعلت أم لا.. اذ لابد أنك تعرفين جيدا أن من يتصرف علي هذا النحو لا يكون علي حق أبدا كما انه لا يتحري العدل في حياته بحيث يهتم بأن يسأل أهو علي حق أم علي باطل.
ولهذا فلسوف أتعامل مع الرسالة باعتبارها شكوي من زوجك صيغت علي شكل اعترافات من جانبك بكل ما ينكره عليك.. وله أقول أن بره بأمه ورعايته لها وهمه بأمرها كل ذلك مما يحسب له ولسوف يجزيه عنه ربه خيرا كثيرا, لكن هل كانت رعايتها هي الدافع الوحيد حقا لزواجه من أخري, أم كانت لديه لهذا الزواج دوافع أخري؟ أولم يكن من الأكرم له ان يشركك معه في همه بأمر أمه, ويخيرك بين القبول بإقامتها معكم وحسن رعايتها في شيخوختها, وبين زواجه من أخري لكي تقيم معها وترعاها, فإن قبلت انت بإقامتها معك كان بها وإن رفضت ذلك وأذنت له بالزواج من أخري لهذا الغرض حلت المشكلة بصيغة أخري في إطار التفاهم الودي بينكما فإن لم يكن هذا ولاذاك حق له أن يفعل مايشاء لايواء والدته ورعايتها.. وليس لأحد ان يلومه سواء تزوج من أخري أو لم يفعل
علي أية حال فالواضح أنك تتحملين الجزء الأكبر من المسئولية عن زواجه الثاني برفضك لاستقبال والدته المسنة في بيتك وسوء معاملتك لها ولأهله, فان التمسنا بعض العذر لزوجك في زواجه الثاني اذا كان دافعه الوحيد اليه حقا هو توفير المأوي الآمن لأمه في هذه المرحلة من العمر, فأي عذر يمكن أن نلتمسه لك إذا صدقت رواية زوجك في تعمدك إقامة الحواجز بينك وبين أهله وكراهيتك لهم, وسوء معاملتك لأمه, ورفضك لإقامتها معكم ولو علي سبيل التناوب بين بيتك وبيوت بناتها واي عذر يمكن التماسه لك أيضا في اغتصاب ملكية الشقة الساحلية وسعيك لاغتصاب شقة القاهرة كما يقول زوجك في هذه الرسالة المكتوبة علي لسانك؟