
مشاركة: قصص من بريد الأهرام - قراءة في بعض ما كتب الرائع عبد الوهاب مطاوع
المقامة الزوجية!
بـريــد الأهــرام
42942
السنة 127-العدد
2004
يوليو
2
14 من جمادى الأولى 1425 هـ
الجمعة
أنا سيدة لي زوج غيور, وجار حسود, وعائلة شتتتها الأهواء, وصحبة فرقتها الأيام, وأخوة أصبح كل منهم مشغولا بحالة, وولد هزيل, وآخر يطعمه ربي من دمي, وبدن سقيم, وعظام وهنت قبل المشيب, حصلت علي مؤهل عال رشحني للعمل بوظيفة خادمة في بيت زوجي, فما أحسنت الخدمة ولا أحسن لي من أخدمه, وجمعت بين سوء الحظ وسوء الخط, فلا أجد عندي ما أباهي به غيري, وكان لي في القلب آمال, والعقل احلام فأصبحت آلاما وأوهاما. مزجت دمعي بدمي وتمنيت أن أخفيه عن كل من حولي فخانني دمعي وباح بما ضاق بي صدري, فكتبت إليك لأني في أحزاني غارقة أنتظر زورقا ينجيني مما أنا فيه لعله يكون كلمة تذكرني بها بما نسيت عن كشف الكرب, والفرج الذي يأتي بعد الضيق, والعسر الذي لايغلب يسرين, والبسط الذي يعقب القبض, والسلام بعد الحرب والأمان بعد الخوف. فماذا تقول لي؟
ولكاتبة هذه الرسالة أقول:
صياغتك لرسالتك علي طريقة المقامات المعروفة في الأدب العربي تعكس قدرا كبيرا من السخرية المريرة والضيق بالحياة.
فما سر كل هذا الإحباط؟ هل هي علاقتك بزوجك, أم الملل من حياتك الزوجية وافتقادك حرارة العاطفة فيها, أم هو تباعد الأخوة والأهل وانكفاؤهم علي ذواتهم وتشاغلهم عنك؟
علي أية حال فأنت في حاجة ماسة إلي ما يجدد حياتك, ويطرد الملل والاحباط منها ويبعث الحرارة في علاقتك بزوجك وأهلك والمؤكد أيضا أنك في حاجة إلي إجازة قصيرة من الواجبات المنزلية وإلي تغيير نمط الحياة والمكان والوجوه والأشخاص الذين تتعاملين معهم لفترة قصيرة من الزمن تقضينها خارج المدينة التي تعيشين فيها. ولسوف تستردين حيويتك وإقبالك علي الحياة بعد هذه الإجازة المفيدة إن شاء الله.