
مشاركة: مشاهدة البث الحي للحرم المكي و ( كل شئ عن الكعبة المشرفة )
فضائل المسجد النبوي الشريف
الْمَسْجِدُ النَّبَوِّيُّ الشَّرِيْفُ هُوَ الْمَسْجِدُ الَّذِي أُسِسَ عَلَى التَّقوَى مِنْ أَوَّلِ يَوم .
قَالَ اللهُ تَعَالَى [ لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ] وَلَمَّا سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ الْمَسْجِدِ الَّذِي أُسِسَ عَلَى التَّقُوى قَالَ : هُوَ مَسجِدِي هَذَا [ سنن الترمذي 10/ 365 حديث 3024 ، مسند الإمام احمد 23/ 477 حديث 11432 ] .
وردت في فضائل المسجد الشريف أحاديث نبوية كثيرة تبين أهميته ومكانته العظيمة بين كافة مساجد الإسلام، ووردت هذه الأحاديث في معظم كتب الحديث والتاريخ في باب الحديث عن المدينة المنورة، وعن المسجد النبوي بشكل خاص، ومن هذه الأحاديث:
(1) وعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إن خير مـا ركبت إليه الرواحل مسجدي هـذا، والبيت العتيق". [ مسند الإمام أحمد 29/ 304 حديث 14255 ، صحيح ابن حبان 7/ 234 حديث 1643 ]
(2) وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيت بعض نسائه فقلت: يا رسول الله أي المسجدين الذي أسس على التقوى؟ قال: فأخذ كفًّا من حصباء، فضرب به الأرض، ثم قال: "هو مسجدكم هذا لمسجد المدينة". [ مسلم 7/ 162 حديث 2477 ] .
` من أعظم مزايا مسجد النبي صلى الله عليه وسلم أنه بني واختيرت أرضه ووضع أساسه وتم تحديد قبلته بإشراف ومشاركة الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه المهاجرين والأنصار فكان بُناتُه وعماله والساعون في تأسيسه خير الأنبياء مع خير الناس... ولنا أن نتصور جموع الصحابة وهي تمضي جيئة وذهاباً بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعمل معهم كواحد منهم بجد ونشاط، ينقلون اللبن، ويحملون الطين، ويرفعون الجدر، ويرتجزون بقولهم:
لئن قعدنا والنبي يعمل : لذاك منا العمل المضلل
فيرد عليهم النبي صلى الله عليه وسلم مباركاً عملهم منشطاً همتهم بقوله:
اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة : فارحم الأنصار والمهاجرة
[ السيرة النبوية لابن كثير 2/ 306 ، سيرة ابن هشام 1/ 495 ]
قال الزركشي: انشأ أصل مسجد المدينة على يد سيد المرسلين المهاجرون الأولون، والأنصار المتقدمون، خيار هذه الأمة، وفي ذلك من مزيد الشرف على غيره ما لا يخفي.
` كان النبي صلى الله عليه وسلم ينوه دائماً بفضله، ويشير إلى مزاياه وذلك ببيان فضل الصلاة فيه وزيادة ثوابها على غيرها فيما سواه ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام. وفي بعض الآثار عند الطبراني في الأوسط عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى في مسجدي أربعين صلاة لا تفوته صلاة كتبت له براءة من النار ونجاة من العذاب [ المعجم الأوسط 12/ 180 حديث 5602 وفي رواية وبرئ من النفاق مسند الإمام أحمد 26/ 452 حديث 12919 ] .
أو ببيان فضل من أتاه قاصداً التعلم في جوانبه أو التماس العلم في حلقة ففي سنن ابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من جاء مسجدي هذا لم يأته إلا لخير يتعلمه أو يعلمه، فهو بمنزلة المجاهد في سبيل الله، ومن جاءه لغير ذلك فهو بمنزلة الرجل ينظر إلى متاع غيره. [ السنن 1/ 263 حديث 223 ، مسند الإمام 19/ 94 حديث 9051 ] .
ومن أجل الفوائد الكثيرة التي فيه استحب الرسول صلى الله عليه وسلم شد الرحال لزيارة المسجد النبوي من الأماكن البعيدة النائية، ولو بلغت المشقة بالراحلين إليه مبلغها فالشوق إليه يذلل الصعاب ويهون الآلام. روي البخاري ومسلم وأبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجدي هذا، والمسجد الحرام، والمسجد الأقصى. وفي رواية: "إنما يسافر إلى ثلاثة مساجد: مسجد الكعبة، ومسجدي، ومسجد إيلياء".[ رواه مسلم 7/ 160 حديث 2476 ]
` ومن فضائل المسجد النبوي تلك البقعة الطاهرة الطيبة التي تقع بين بيت النبي صلى الله عليه وسلم ومنبره الشريف، وهي من بقع الجنة في الأرض، وقد خص المسجد النبوي بها، ففي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة [ مسند الإمام أحمد 23/ 230 حديث 11185 ] ) وفي لفظ الطبراني (ما بين حجرتي ومصلاي [ 11 / 467 حديث 5389 ] .
` ومن فضائل المسجد النبوي كراهة رفع الصوت فيه بغير صلاة أو خطبة أو درس فقد روي عن الإمام مالك إمام دار الهجرة أنه كان لا يرفع صوته في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويقول: حرمة الرسول صلى الله عليه وسلم حياً وميتاً سواء، وقد قال الله تعالى: [ يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ]
` ومن فضائل المسجد النبوي أنه لا يجتهد في محرابه، أي لا يشك في صحة توجهه إلى القبلة، ولا يجوز تعديله عما هو عليه، قال الزركشي: لا يجتهد في محراب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأنه صواب قطعاً، إذ لا يقر على خطأ، فلا مجال للاجتهاد فيه، حتى لا يجتهد فيه باليمنة واليسرة، بخلاف محاريب المسلمين. والمراد بمحرابه صلى الله عليه وسلم مصلاه، فإنه لم يكن في زمنه عليه السلام محراب. [ خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى 1/ 111 ، شرح الوجيز 3/ 224 ].
` ومن فضائل المسجد النبوي أن الله سبحانه وتعالى أثاب قاصده وزائره أجر عبادة الحج فذكر ابن الجوزي عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من خرج على طهر لا يريد إلا الصلاة في مسجدي حتى يصلي فيه، كان بمنزلة حجة [ الأحاديث المرفوعة من التاريخ الكبير للبخاري 2/ 350 حديث 848 ] .
` ومن فضائل المسجد النبوي النهي الوارد بخصوصه هو ـ وبعموم المساجد من بعده ـ فلا يجوز لأحد سمع فيه النداء للصلاة ـ وقد علمنا فضلها فيه ـ أن يخرج منه قبل أن يصلي، ففي معجم الطبراني الأوسط عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يسمع النداء في مسجدي هذا ثم يخرج منه إلا لحاجة ثم لا يرجع إليه إلا منافق وهذا كما قلنا إن كان عاماً في كل المساجد، فهو أولى وأخص وآثر في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم [ المعجم الأوسط 9/ 37 حديث 3984 ] .
__________________