الدروس المستفادة من تلك الغزوات
. المتأمل في تاريخ الغزوات الإسلامية، خاصة تلك التي قادها رسول الله صلى الله عليه وسلم يدرك لأول وهلة أن عوامل النصر في حياة المسلم... تمثلت في :
1 - العقيدة القوية
2 - الإيمان بوجوب الدفاع عن مقدسات المسلمي
3 – الصبر
4 – الثبات
5 - التخطيط الجيد المحكم للمعارك
كما يلاحظ الروح السمحة التي تحلى بها الرسول وصحابته في التعامل مع أسراهم بعد الحرب، وفي تقسيم الغنائم، إذ إن الحروب لم تكن للاعتداء والنهب أو التوسع، بل كانت فقط من أجل نشر عقيدة سامية تنير الدنيا
كما تميزت تلك الغزوات بدقة المعلومات التي عرفت عن العدو، وعن أرض المواجهة والذكاء الفطري الذي ساعد الجنود على الاشتباك والمواجهة.. مع الالتزام بالتوجيهات والتبسط في قبولها دونما غطرسة أو غرور.
ويتجلى ذلك بوضوح في غزوة بدر، والتي كانت منبعا وإشعاعا للغزوات التي تلتها وأصبحت بمثابة استراتيجية، اتبعها الرسول في غزواته بعد ذلك، ومن بعده الخلفاء بشكل كبيركما أنها أرست مجموعة من المبادئ والقواعد العسكرية التي تدرس للقادة العسكريين في كل العصور، مثل مبدأ الشورى بين القائد وجنوده.
كما يتضح أيضا استطاعت الفئة القليلة المعدة إعدادا جيداً أن تنتصر على الفئة الكثيرة بإذن الله تعالى، كذلك السلاح مهم جدّا في المعركة )وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة( ولكن السلاح المعنوي، وهو الإيمان أقوى في تحقيق النصر، ولذلك جاء لفظ الآية الكريمة بقوله «من قوة» أي بالشكل الذي يحقق النصر.
كما أن غزوات الرسول تعتبر أيضاً إشارة واضحة للمسلمين بالتحرك لنصرة المعذبين من إخوانهم المسلمين في شتي أنحاء العالم، ويظهر ذلك قوله تعالي
(وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا)
ولقد أثبتت رسائل الرسول للملوك مدى حكمته قبل بدء أى معركة وأنه كان يحذر ملوك الدول قبل أى غزوة ليدخلو الأسلام دون حروب أو إراقة دماء ...
رسالة الرسول الى ملك البحرين
نص الرسالة :
بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد رسول الله إلى المنذر بن ساوي سلام عليك فإني أحمد الله إليك الذي لا إله غيره وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله أما بعد.. فإني أذكرك الله عز وجل فإنه من ينصح فإنما ينصح لنفسه.. وأنه من يطع رسلي ويتبع أمرهم فقد أطاعني ومن نصح لهم فقد نصح لي وان رسلي قد أثنوا عليك خيراً وإني قد شفعتك في قومك فاترك للمسلمين ما أسلموا لله وعفوت عن أهل الذنوب فاقبل منهم وإنك مهما تصلح فلن نعزلك عن عملك ومن أقام على دينه وسنته فعليه الجزية.
وهناك رسالة اخري ونص هذه الرسالة :
من محمد رسول الإسلام إلى النجاشى ملك الحبشة: سلام عليك إنى أحمد الله إليك ،الله الذى لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن ، وأشهد أن عيسى بن مريم روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم البتول الطيبة الحصينة، فحملت بعيسى فخلقه الله من روحه كما خلق آدم بيده ، وإنى أدعوك وجنودك إلى الله عز وجل ، وقد بلغت ونصحت فاقبلوا نصحى، والسلام على من اتبع الهدى.