مشاركة: الحجاب حكم وأسرار
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد ، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا. عندما نتحدث عن الحياء كان أفضل وأشد أنواع الحياء ، الحياء مع الله . وأول تطبيق من تطبيقات الحياء عند المرأة ، وأهم ما في حياء المرأة : " الحجاب". وفي الحقيقة سأبدأ بحياء المرأة لأن استقامة المجتمع مرتبط باستحياء نسائنا ، ولا اقصد التطاول على الفتيات والأخوات ، ما عدا لله . ولكني أبدأ وأركز على حياء المرأة لأنه الأهم. فأعداء الدين عندما يريدون التخريب، يحاولون خلع حياء المرأة لأن ذلك يسهل تضييع الشباب. و إن قلنا أن الحياء في حق الرجل فريضة، فهو في حق المرأة فرائض وواجبات شديدة. فطبيعة المرأة أقرب للحياء، وأسهل عليها. وأعظم حياء المرأة أن تغطي جسدها. لو سألتكِ سؤالا: لو تمتلكين شيء غال هل ستحافظين عليه أم لا ؟ لولديك لؤلؤة أو كنز ستحتفظين به في مكان أمين أم لا ؟ وكلما زادت قيمته هل ستواريها عن أعين الناس، أم ستجعلينها أمام الجميع ؟ وما هو أغلى شيء تمتلكه المرأة ؟ أليس حياءها؟ ألا يستحق أن تحافظ عليه ؟ ألا ترون أن اللؤلؤة تحفظها المحارة دون أن تكون بديعة الشكل؟ ولكنها لازمة وضرورية لحفظ اللؤلؤة، وكذلك الحجاب لا غنى عنه للحفاظ عليك. هنا يطرح سؤال لطيف: لماذا فرض الحجاب على المرأة ولم يفرض على الرجل ؟ هل من باب التضييق على المرأة ؟ أم ماذا ؟ مائة رجل لا يستطيعون أن يجعلوا امرأة واحدة تتعلق بهم ، مهما فعلوا ، ولكن امرأة واحدة تستطيع أن تجعل مائة رجل يتعلقون بها, لذلك كان الفرض على المرأة لأنها مصدر التأثير. ونلاحظ شيئا عجيبا، إن الأرض قبل الإسلام كانت تنظر نظرة ظالمة للمرأة، ففي عهد الرومان مثلا كانوا يرون أن قيمة المرأة في جمالها و جسدها. فمفهوم الجمال عند الرومان والأمم السابقة، مرتبط بجسد المرأة. و جاء الإسلام ليرتقي بهذه المشاعر وهذه المفاهيم، يرتقي بالإنسانية و يقول للبشرية: طهروا أذواقكم. يعلم الإسلام الرجل أن قيمة المرأة ليست في جسدها، ولكن في جمال مشاعرها و إحساسها: جمال الجوهر، ولا يتمتع بجمال الجسد إلا إنسان واحد هو " الزوج". إذن من الذي حافظ على المرأة واحترمها ومن الذي فعل غير ذلك ؟ وننتقل هنا لسؤال مهم تسأله معظم الفتيات: من الذي قال أن الحجاب فريضة؟
يقول الله تبارك وتعالى: " يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن " والجلباب هو الثوب الذي يغطي الجسد . الكلام واضح و موجه لنساء المؤمنين بنص الآية . من يقول أن الأمر موجه لزوجات النبي فقط و تبع ذلك قواه سبحانه و تعالى:" ذلك أدني أن يعرفن فلا يؤذين." أي أنه أولى بها أن ترتدي هذه الملابس حتي يعرف عنها أنها ملتزمة ومتدينة فلا يؤذيها أحد ، فهي تحترم في المجتمع ويراعيها أفراد المجتمع. (..)
كيف سيعلم الناس أن قلبك طاهر أو غير طاهر ؟ سيعلمون ذلك بالتزامك بالحجاب والزي الإسلامي. " ذلك أدني أن يعرفن فلا يؤذين " يقول الله عز وجل: " وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها" فأجمع العلماء على انه الوجه والكفين ، "وليضربن بخمورهن على جيبوهن" أرأيتم التفصيل والتدقيق ، المقصود بالخمار الحجاب الطويل الذي يغطي الجيب وهو الصدر وفتحة العنق "ولا يبدين زينتهن« أعادها مرتين لا تبدي مفاتن جسدك " وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون " (النور-31)هذه الآيات موجهة إلى من يقول أن آيات الحجاب غير واضحة في القرآن وإنها موجهة لنساء النبي، وقل " قل للمؤمنات"، وتختم الآية ب" توبوا إلى الله".ارتدي الحجاب يا أختي، قل لزوجتك ترتدي الحجاب لا تتركها، ولكن أعنها، ووفر لها المناخ المناسب، أقنعها لأنك محاسب عليها. يقول الله تبارك وتعالي " ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولي " (الأحزاب-33). نهي شديد، فإياك أن تتبرجي أي أن تظهر المرأة مفاتنها ومحاسنها, ففي الجاهلية الأولى كان التبرج ليس بلبس (الميني جيب ) أو الإسترتشات أو البوديهات لا, كانوا يلبسون ثيابا طويلة وفضفاضة ولكنهم كانوا يكشفون الرقبة وجزء من الشعر – هذا هو تبرج الجاهلية الأولى . مثله، مثل الحجاب الغير كامل الذي ترتديه بعض الفتيات الآن، لا أريد إغضابهن ولكن الأمر يتعلق بحيائك مع الله ، وكيف ستقفين أمامه يوم القيامة عندما يسألك عن الحجاب. ولا نريد أن يتذمرن ويخلعن هذا الحجاب الغير كامل، بل بالعكس نحن فرحين جدا بالخطوة التي اتخذنها للأمام, ولكننا نريد خطوات أخرى للأمام ليكتمل حجابك فيتغطي الشعر كله، وفتحة العنق والصدر حتى يتم حجابك و لا تكوني متبرجة تبرج الجاهلية الأولى.
عندما نزلت آية الحجاب، خرج الرجال يتلونها على زوجاتهم وبناتهم وأخواتهم وكل ذوي القرابة من عائلاتهم. أرأيتم حرص الرجل على كل من يعرفهم ، وأنت أيضا كن حريصا على توصيل كل ما تقرأه وتسمعه لأخواتك وبناتك وقريباتك ولكن بأرق الوسائل وأبسطها . يقول الصحابة فوالله ما منهن امرأة إلا وأخذت بعض ثيابها وشقته نصفين تصنع منه خمارا لرأسها وتستر به جسدها لشدة فقرهم. فما منهن امرأة إلا ووافت الرسول في الصلاة التالية وهي ترتدي حجابها.
الصحابية لم تتحمل أن تظل كاشفة لشعرها بمجرد نزول آية الحجاب، وشقت ثوبها في حين أنها لا تملك إلا ثوبين مثلا. هذا هو فرق الإيمان و الحياء بيننا وبين الصحابة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" خير نسائكم الودود، الولود، المواسية إذا اتقين الله، وشر نسائكم المتبرجات، المتخيلات"
المواسية: التي تأخذ زوجها باللين، والمتخيلات: التي تمشي في عجب وخيلاء. يقول النبي صلي الله عليه وسلم: " صنفان من أهل النار, لم أرهما بعد : قوم معهم أسياط كأذناب البقر يضربون الناس ، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ، ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام ".
مائلات: تميل عن الحق، مميلات: تضيع غيرها، كأسنمة البخت: مثل الجزء العالي الذي به شعر عند الجمل.
أين رأى النبي هذه الأوصاف؟ إنها من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم. كاسيات عاريات: لا تعلم هل ترتدي شيئا أم لا ؟ لا تدخل الجنة ولا تشم رائحتها. ألا تخاف على أختك وزوجتك؟
النبي صلي الله عليه وسلم قام بغزوة كاملة بسبب امرأة تكشفت: غزوة " بنوقنينقاع" . كان يهود بني قنينقاع يعيشون في المدينة وكان عندهم سوقا للذهب.و في أحد الأيام، دخلت صحابية من صحابيات النبي صلي الله عليه وسلم تشتري من هذا السوق ، فجاء أحد اليهود الخبثاء وربط طرف ثوبها في رأسها ، فجاءت لتقوم من الأرض فانكشف ثوبها وأخذ اليهود يضحكون منها. فجاء أحد أصحاب النبي وقتل هذا اليهودي فجاء اليهود وقتلوا هذا الصحابي ، فخرج الرسول صلي الله عليه وسلم في جيش وحاصر يهود بني قنينقاع، وطردهم من المدينة، وأجلاهم منها وتفرقوا وماتوا. كل ذلك لأجل امرأة انكشفت. فلو النبي وصحابته بعد ما بذلوا كل هذا المجهود جاؤوا ورأوا حالنا الآن، ماذا سيفعلون ؟ وماذ ا سنقول نحن لهم يوم القيامة . سار الإمام أحمد بن حنبل ذات مرة في الطريق،و وجد أمامه امرأة ترتدي حجابها كاملا وملابس طويلة. لكن بمجرد أن جاء الهواء وطار طرف ثوبها ورأى كعبها فإذا به يمسك طرف ثوبه ويغطي وجهه ويقول غاضبا " هذا زمان فتن".
فانضباط حجاب المرأة انضباط حياءها، ولو انضبط حياءها انضبط المجتمع، واكتمل الإيمان " الحياء والإيمان قرناء جميعا". أرأينا قيمة الحجاب وكيف نحن نحتاج إليه ؟ ما الذي يمنع نساءنا من الحجاب ؟ العديد من الشبهات: منهم من تقول : أنا غير مقتنعة بالحجاب. ونقول لها من أنت؟ وما دينك؟ ستقول أدين بالإسلام فأنا مسلمة ، وما معني كلمة مسملة ؟ أصل الكلمة " الاستسلام لله عز وجل ، فلا يصح أن أكون مسلما بالإسم فقط، ولا استسلم بكل ما أملك لله عز وجل. يقول الله تبارك وتعالي " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم" (الأحزاب-36)والله قضى أمر الحجاب و قد تلونا آيات الحجاب، فلا يصح أن يكون لك خيار آخر بعد أمر الله عز وجل. سيدنا إبراهيم عندما أمره الله، كان سيذبح ولده دون أن يعلم أو يسأل لماذا؟ ، وهل نحن نعلم لم أمر الله سيدنا إبراهيم بذلك ؟ ليعلمنا نحن الإستسلام. وأن هذا الدين قائم على طاعتك لأوامر الله جميعها حتي و إن كنت لا تفهمها . صحيح كثيرا ما يفهمك الله، ولكن أحيانا لا يفهمك ليختبر إسلامك. بل يصح أن تقولي أنك ضعيفة ولا تستيطعين الحجاب. فإنه أهون من قولك أنك غير مقتنعة بأمر الله سبحانة وتعالى ؟
الشبهة الثانية : تقول إحداهن : المهم الجوهر ، أنا نيتي سليمة والحجاب حجاب القلب، وأنا أصلي وأقوم الليل وأؤدي النوافل وأتصدق . ويقول النبي صلي الله عليه وسلم: " لا يقوم بهذا الدين إلا من خاطة من جميع جوانبة " أي تأخذ هذا الدين كاملا نقص أوترك لأركان أخرى . قولي لله يوم القيامة يا رب إن فعلت كثير من الطاعات ويكفي ذلك ، أما الحجاب فهو حجاب القلب. يقول الله تعالى " أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض". وتعالي لنحسبها معا ، أنت تفعلين الكثير من الطاعات وبقلب طاهر ونقي .. وتأخذين حسنات كثيرة ، ثم تخرجين بدون حجابك ، كل رجل ينظر إلي شعرك وإلي جسدك تأخذين سيئات أليس كذلك ؟ يقينا تأخذ سيئات لإنك لم تنفذي أوامر الله . تقولين إنها مشكلته الرجل ، هو الذي نظر، فيأخذ سيئات إذا أطال النظر ولم يغض بصره . وأنت أيضا لإنك كنت الداعي لنظره ، إحسبي إذا ركبت الأتوبيس ؟ ودخلت المدرج ، فبالحساب هكذا ، كل يوم كم تأخذي من السيئات؟ لا تتعدي الألف كل رجل له عينان وقلب يشتهي ، تخيلي كم الذنوب التى قد تتراكم عليك يوميا ، هل ستكفي حسناتك ؟ من الذي أعلمك؟ إنها أوامر العليم الحكيم ، المدبر لهذا الكون. هو أعلم بمصلحتك .وإذا كانت حسناتك هذه ستكفي أم إنها تضيع ؟ أنا أخاف أن تكوني ممسكة بقرية مقطوعة من أسفل كلما وضعت فيها حسنات من أعلى ووقعت من أسفل بترك الحجاب . ولماذا في الدنيا لا تكتفي ، وكل قرش زيادة نجري لنكبة. لمذا الدين الذي نقول فيه يكفي ما أفعله من طاعات أو حسنات ؟
الشبهة الثالثة : الحجاب والحر. تقول الفتاة : إن شعري يضار جدا من الحجاب في الحر، وهذا كلام يقدره الأطباء. يقول الله تعالي" قل نار جهنم أشد حرا" يقول النبي " حفت النار بالشهوات ، وحفت الجنة بالمكارة" أنت لابد وأن تتعين قليلا ، فالجنة حفت بالمكاره، صعب عليك الحجاب، ولكن ثوابك عظيم .
الشبهة الرابعة: أنا أر محجبات يفعلن كذا وكذا وكذا ... لا تضللي نفسك ، أنا أيضا أر مصليين كثيرين يزنون، إذن لا نصلي . وأعرف من يذهبون للحج يذهبوا ليستتروا وراء الحج ويفعلون كذا وكذا.. إذن لا نحج ؟ ويصبح العيب في الحج . أما أن العيب في الناس ، هل الحجاب سيئ إذن أم أن العيب فيمن ترتدي الحجاب وتطبقه خطأ . " ولا تزر وازرة وزر أخرى"
الشبهة الخامسة : أنا أشعر أن الله لم يهدني بعد ، أنا مقتنعة بالحجاب ولكن الله سيهديني إن شاء الله على سن الخمسين مثلا .وهذا كلام خاطئ، يقول الله تبارك وتعالي " إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغروا ما بأنفسهم" لن يهديك الله إلى الحجاب إلا إذا نويت من داخلك " التغيير ونويت الحجاب لا تقولي أن الله لم يهدك بعد ، لإنه فتح لك سبيل الهداية بقراءتك لهذه الكلمات وبحضورك درس ما . يقول الله تبارك وتعالى :" وأما ثمود هديناهم فاستحبوا العمي على الهدي" ألا تشعري أنها تحادثك ، والله لم يترك الله أحد إلا ووفر له طريق الهداية ، إياك أن تقولي أن الله لم يهديني.
شبهة أخرى : بعد زواجي، سأرتدي الحجاب لأضمن الزواج. فأقول لك أن الرجال كثيرا ما يبحثون عن المحجبة أكثر من المبترجة ,أقول لك ايضا أنه لن يتزوج أحد زوجة أحد ، كل رجل مكتوب أسم زوجته عند الله فلا تخافي توكلي على الله ، وهو سيرزقكك الزوج الصالح. جاء رجل للحسن البصري فقال له : من أزوج أبنتي ؟ قال زوجها لصاحب الدين فإنه إن أحبها أكرمها ، وإن كرهها لم يظلمها . عندما تتزوجين إختاري من يفرح ويحترم حجابك فهو الذي سيحافظ عليك .
شبهة أخرى : أنا مازلت صغيرة في السن. هل تضمني يا من لديك 17 عام ألا تموتي غدا أو الآن ؟ ترى من سيموت قبل الآخر ، نحن الآن نفتح صفحة الوفيات نجد 40 % ممن يموتون الآن شباب صغير في السن ، وكأنها تذكرة للناس. فلنأخذ مثالا واقعيا حكاه لي رجل من الإسكندرية، في شهر رمضان: زوجتي محتجبة طائعة والحمد لله، و في الشقة المقابلة لنا، تسكن فتاة صغيرة في السن، متبرجة ولبسها بعيد كل البعد عن الحجاب، لكن البنت بداخلها خير كثير، وزوجتي كانت على علاقة ممتازة بها، وهذا هو واجب المحتجبات، فجاءت الفتاة وطلبت من الزوجة أن تنزل معها لسوق لتشتري بدلة " جينز"، فوافقت هذه الزوجة المؤمنة الذكية على شرط أن تذهب معها أولا لحضور درس دين، فوافقت.. ذهبن إلى الدرس، وكان موضوعه عن التوبة والعودة إلي الله، وتأثرت الفتاة بالدرس تأثرا شديدا و إذا بها تبكي بكاءا شديدا بعد انتهاء الدرس، ولا تتكلم إلا بكلمة واحدة " تبت يا رب عائدة إليك يا رب، ألبسوني الحجاب، يقولن لها اهدئي، ولنذهب إلى المنزل ثم ضعي الحجاب، فأبت إلا أن يحضروا لها "عباية" وحجاب، فارتدته ونزلت من الدرس وأول ما خرجت من الدرس، صدمتها سيارة وماتت... يا لحظها السعيد، أرأيتم آخر عمل فعلته ؟ فإياك قول ما زلت صغيرة.
ومن الشبهات أيضا: أنا لا اريد اارتداء الحجاب بسبب " الموضة " بالله عليك، الموضة أعز عليك من أمر الله عز وجل، هل تضعي الموضة في كفة وأمر الله في كفة وترجحي كفة الموضة ؟ أصبح الله هين عليك لهذه الدرجة ؟ و الموضة عزيزة عليك ؟ والله الطاعة لها بهاء في الوجه ونور في القلب . ستزدادين بهاءا " وجمالا " وعفة بحجابك . ومن الذي قال أن ارتداءك للحجاب سيبعدك عن "الشياكة" والموضة، صحيح نحن لا نرتديه من أجل الموضة، لكن من الممكن أن توافقي بينهما فإن لم تجدي، فسترتدي الحجاب لأنه أمر الله عز وجل، لأن طاعة الله أهم من الموضة.
أنا لا أود ارتداء الحجاب لأني أريد أن أكون مثل الأجنبيات، وأنا أقول: من الذي احترم المرأة، الغرب أم الإسلام ؟ الذي لا يبيع عود كبريت أو أي شيئ إلا وعليه صورة امرأة عارية، أم من صانها وحفظها ؟ عندهم أعلى معدلات الشذوذ الجنسي وأعلى معدلات الاغتصاب بعد الإباحية التى نشروها، و هل بعد ذلك تريدي أن تقلدي الغرب؟ لا أريد أن أرتديه لإني أخاف أن أخلعه مرة أخرى.
سبحان الله، ولمذا لا تقدمي بأسباب الثبات ؟ لمذا لا تقولي أن الأصل أني سأضع الحجاب. لا أنكر هنا أنها معصية شديدة، و المعصية الأشد خلع الحجاب بعد الالتزام به، لأنها لم تبعد هي فقط عن الله، إنما فتنت وأضاعت العشرات وابغضتهم في الحجاب، وأصبح دين الله لعبة. يجب في هذه الحالة أخذ العزيمة، ارتدي الحجاب، وصممي على ألا تتركيه، وكيف ذلك ؟
1- بالصحبة الصالحة التى ستعينك على الحجاب .
2- حضور وسماع دروس العلم
3- الدعاء والاستعانة بالله عز وجل " يا رب أعني على الحجاب".وأدعية بدعاء النبي " يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك" ثبت قلبي على الحجاب .
فلماذا بعد هذا لا تريدين الحجاب؟ "إنني أخجل من صديقاتي، ومن عائلتي الغير محجبة، سيكون شكلي مستهين جدا في مدرستي (الفرنسية ) أو جامعتي." بالله عليك ألا تخجلي من الله عز وجل يوم القيامة، ومن نبيه صلي الله عليه وسلم، ألا تعلمي أنك ستعطشين يوم القيامة وتجري نحو حوض النبي صلي الله عليه وسلم لترتوي، وهو يريد أن يسقيك بيده الشريفة، شربة لن تظمئي بعدها أبدا، وأنت تأتي من بعيد فإذا بالملائمكة يأخذونك بعيدا عنه، فيقول النبي: أتركوها إنها من أمتي ، فيقولن يا محمد أنت لا تدري ما ذا فعلت بعدك، لقد تركت الحجاب بعد وفقاتك فيقول لها النبي سحقا سحقا ، بعدا بعدا ، كما جاء في حديث النبي صلي الله علىه وسلم، ألا تخجلي من النبي وتخجلين من الناس. ومن الذي يحق له أن يخجل ؟ من كشفت جسدها أو من حافظت على دينها وعلى جسدها ؟ يقول النبي صلي الله عليه وسلم " من أرضى الله بسخط الناس، رضي الله عنه وأرضى الناس، ومن أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه واسخط عليه الناس. يقول النبي صلي الله عليه وسلم ، لا يكن أحدكم إمعة يقول : إن أحسن الناس أحسنت ، وإن اساءوا فلا تظلموا " هذه كانت دعوتي لأخواتنا عن أهمية الحجاب،
إن وضع الحجاب ليس بنهاية المطاف ، بل هو بدايته مع الله عز وجل ، فما زال أمامك خطوات كثيرة.
تذكري دائما إنك داعية إلي الله بحجابك ، الرجال وهم يسيرون في الطريق لن يتاثر بهم أحد ، لكنك و في طريقك إلى كليتك ، وأنت وسط الناس بأخلاقك ، بعلمك، بثقافتك، بجمالك مع حجابك. فأنت منبر للإسلام متحرك دون أن تكلمي الناس في الإسلام سيتأثرون بك، ربما هديت الآلاف بحجابك، فاجعلي عندك ثقة في حجابك وفي نفسك .
ستأخذين بيد الناس بحجابك، ستطهري المجتمع. فثوابك عند الله عظيم بهداية آلاف البنات والأولاد، أنت القدوة . بالله عليك لا تفضحي الإسلام والمسلمين .
شروط الحجاب
1- لا يصف ، لا القدمين ،و لا الوسط ، فلا يسمى حجابا إلا ما كان واسعا.
2- لا يشف ، فلا ترتدي الحجاب ويظهر من تحته شعرك: لا يصح .
3- يغطي جميع الجسد ما عدا الوجه والكفين .
4- الا يكون مشابها لملابس الرجال .
5- ألا يكون معطرا .
بذلك انتهينا من نقطة أساسية في حياء المرأة (الحجاب)، وأريد أن انتقل لنقطة مهمة في حياء الرجل، وهي " غض البصر". إياك أن تقول إن السيدات غير محجبات فأنا لا أستطيع غض بصري، ليس لك عذر " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكي لهم" هذا أطهر لقلبك لأنك لو لم تغض بصرك ستتعب.وهنا يطرح سؤال: هل القلوب تتعب حقا؟ بالطبع، لأنك ترى أشياء ولا تطولهما، والعين رسول القلب، هي تنظر وتتمنى هذه الأشياء ولا تطولها فيتعب القلب. فيمكن أن تخرج من عملك مسرورا وتذهب لمنزلك تعبان ومتضايق، أم خارجا من كليتك مسرورا من أدائك في الامتحان ومن كثرة ما ترى من مناظر ترجع لمنزلك مهموما وتعبانا. وفي النهاية ماذا ربحت؟ لا شيء، بل خسرت قلبك الذي بات بعيدا عن الله، خسرت عيناك التى رأت حراما وستسأل عنهم يوم القيامة، خسرت روحك، خسر ت مزاجك. و الوحيد الرابح هنا هو الشيطان ، أما أنت فلم تنل شيئا سوى تعكر مزاجك وتعب قلبك. و الذي يحدث هو العادة على إطلاق بصرك، فلم تعد تسطيع البعد عن هذه المعصية حتى ولو لم تستمتع بها، فقد النساء تكون قبيحات وأنت تنظر إليهن، فلماذا ؟ لأن الشيطان جبلك على ذلك شئ السيئ، أين حياؤك، لابد وأن تحجب عيناك، لابد وأن تقاوم نفسك. و لكن هل غض البصر عبادة أو خلق. هو مفتاح الحياء عند الرجل فإذا كنت غاضا لبصرك ستصبح أقدر على العبادة، واقرب إلى الله الذي سينير قلبك، وهذا الكلام من تجارب.
جرب أن تغض بصرك أسبوع وستجد كلام رسول الله: يقول النبي صلي الله عليه وسلم: النظر سهم من سهام إبليس، من تركه خوفا لله أثابه الله إيمانا يجد حلاوته في قلبه " .
يقول الرسول صلي الله عليه وسلم " ما من مسلم ينظر إلي محاسن إمرأة مرة واحدة – النظرة الأولى – ثم يغض بصره، إلا أحدث الله له عبادة يجد حلاوتها " سيرزقك الله بعبادة (قيام الليل أو ذكر أو خشوع أو دموع من خشية الله ) كل ذلك بترك النظر ؟ نعم لأنه " من ترك شيئا لله عوضه الله خير منه" .لكن انتبه : إبليس يجعلك ترى الشيء البعيد عن يديك أحلى مما في يديك ؟ يكون الرجل متزوج فيزين له النساء الأخرى أحلى من زوجته والله إن زوجته لأعز وأكمل وأطيب ، الحلال أطيب بكثير مما ليس بين يديك. جاء رجل لرسول الله صلي الله عليه وسلم وقال له : يارسول الله أسألك عن النظرة – جاءت عينه على أمراة فقال : أصرف بصرك إن الأولى لك والاخرة ليست لك أي الثانية " يقول النبي " من أطلع في بيت قوم بغير إذنهم فقفا وأعينه فلادية له ولا قصاص" من نظر في بين أحد من شباك أو فتحة باب أو بتلسكوب .. وهم فقا ,اله عينه ليس له دية كما يقول النبي ، الحديث رواء النسئي . ويقول النبي : " العينان زناهما النظر ، والأذنان زناهما السمع ، واليدان زناهما البطش ، والقدمان زناهما المشي ، واللسان زناه الكلام والقلب يشتهي ويتنمنى ، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه . العينان تقدمان للزنا بالنظر الحرام، والسمع بكلام مثير مشجع على الفاحشة، واليد تزني بلمسها الحرام، والرجل تزني بسيرها للحرام، لحفلة أو مكان شبهات، واللسان يزني بأن تحكي لصديقك عن مفاتن امرأة أو تحدث معه بفحش أو مع امرأة في الهاتف ، وذلك ليس معناه أن العين أو اللسان أو .. تزني بمعنى الزنا، ولكن من يفعل كل هذا أنت تسير في طريق الزنا وتقترب منه، إذن بداية طريق الزنا ترك البصر، وحفظك من الزنا غض البصر. ختاما، خرجنا بوصيتين ثقيلتين سنحاول تطبيقهما بعون الله، فقد قرأت هذا الدرس أو سمعته لكي تتغير، وإلا فحرام عليك المجهود الذي بذلته. و يحزنني جدا تلقي من أولياء الأمور، مكالمات يقولون أن الأولاد حريصون على الصلاة في المسجد وحضور الدروس، لكن مازالت أخلاقهم غير منضبطة. أشعر وكأن ليس هناك جدوى أو فائدة من كلامي، وأننا نستمع و نقرأ ومازلنا عاجزين عن التطبيق.
الوصيتين من درس الحياء هما :
1- سنغض بصرنا حياء من الله عز وجل يقول الله تبارك وتعالى: " يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور " قالوا في تفسير يعلم خائنة الأعين " إذا جلس الرجل وسط القوم لا يدرون به يصرف عينه مع المرأة هنا وهناك ألا تحدث ؟ أين حياءك مع الله وهو يراك ويعلم خائنة الأعين؟
2- الحجاب، وتوصي زوجتك وابنتك وأختك، بألين الوسائل ، وإذا غضضت بصرك ستعينها هي على الحجاب.
وفي سياق فكرة غض البصر للرجال والنساء " وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن" ،وصية لأولياء الأمور : إستحي من الله أن تمنع ابنتك من الحجاب ستقف أمام الله عز وجل ولن ينظر الله إليك.
يقول النبي صلي الله عليه وسلم : " ثلاثة لا يدخلون الجنة ولا ينظر إليهم الله عز وجل يوم القيامة منهم : الرجل الديوث : الذي يرى ابنته على معصية أو على غير لباس الإسلام ولا يتحرك قلبه ولا يأمرها ولا يبينهما لها . لماذا تعرض نفسك لذلك بالله عليكم لا تمنعوا بناتك من الحجاب بل أعينوهن.. و في النهاية أصلي و أسلم على رسول الله صلى الله عليه و سلم، و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.