مشاركة: كل شئ عن التنمية البشرية
بعض القواعد الجديدة لنجاح الإدارة في السنة الصعبة 2009 و ما بعدها
للنجاح في خضمّالأزمة: القواعد الجديدة
للنجاح في خضمّ الأزمة: القواعدالجديدة
في أوقات الاضطراب تتكشّف الأمواج عن الكثير منلمعات الفرصٍ الخافية، و إذاً يجب على المدير إبقاء شركته طافية، و عينيه يقظتينتترصّدان البريق... و يجب عليه ألاّ يتردّد في إرخاء قبضته عن الأشرعة و توجيههاأيّ وجهةً جديدةً تقتنص أيّ رياح في سبيل التقدم نحوالهدف...
هل تعرف فيم تلتقي شركة كارنيجي للصلب Carnegie Steel و شركةأتش بي HP؟
كلتاهما ولدت في فترةٍ عصيبة كان كثير من الناس يظنّونها نهايةالعالم.
أطلق آندرو كارنيجي أول مصانع فولاذه في فترة الذعر التي شهدهاعام 1837 المفتتحة لكسادٍ طويل. لقد اغتنم فرصة انخفاض التكاليف كي يبني عملاقاًصناعياً جعله الرجل الأغنى في العالم.
و أمّا بيل هيولت و ديف باكارد فأظهرا شجاعةً مشابهة عندماأطلقا شركتهما من كراج سيارة متواضع قبيلَ نهاية الكساد العظيم في ثلاثينات القرنالعشرين.
أجل، يثبت التاريخ أن الأزمات مولّداتٌ للفرص. و في العام 2009الذي نرى فيه معظم قادة الشركات مضطرين إلى المكافحة من أجل البقاء عبر اختصارالنفقات، فإننا نرى القادة اللامعين منهم يندفعون وراء الفرصالجديدة.
إنّهم جسورون و متأهبون للإقدام على خطوات جريئة كتلك التيقامت بها شركة IBM في أيام التراجع الاقتصادي عام 1981 عندما أطلق مديرها التنفيذيجون أوبل الحاسب الشخصي المشهور في تاريخ الشركة قُبيل بوادر التصاعد في طلب الحاسبالشخصي.
ومع ما نراه في التراجع الاقتصادي الحالي من مبادرات شركاتجسورةً ذكية مثل AT&T التي أعلنت عن شرائها شركتين تابعتين بقيمة 1.2 ملياردولار فإننا نتفهّم عملياً قول البروفيسور ماورو جولين من كلية أعمال وارتون بجامعةبنسلفانيا: "الركود الاقتصاديّ يخلّف رابحين و خاسرين مثلما تفعل الفورةالاقتصادية".
يصارع مديرو اليوم على جبهاتٍ عديدة. إنّهم يواجهون تلاشي ثقةالمستهلك، و تعسّر عمليات الإقراض، و أخيراً و ليس آخراً طلائع التشديد في الأنظمةو التشريعات. و القرارات التي كانت وجيهة قبل عامين –مثل مكافأة من يقدمون علىمخاطرة الاقتراض لا لشيء إلاّ لانخفاض أسعار الفائدة- قد لا تقود في هذه البيئةإلاّ إلى كارثة.
إن أعواماً متواصلة من الإفراط في الاقتراض آتت أكلها المرير: ثلثا الشركات غير المالية المغطاة من قبل شركة ستاندردز آند بورز لديها قروض مضاربةشديدة الخطورة أو قروض فاسدة.
و إجمالاً تواجه الشركات الأمريكية موجةً من استحقاقات الديونتبلغ 283 مليار دولار مع نهاية العام 2009، و ذلك كلّه يجعل جيري هينسل القياديّالمؤسّس في مجموعة بوسطن الاستشارية يقول " كثير من الشركات بدأت تراجع و تشكّ فيإمكانية بقائها".
في مثل هذه الظروف يرى الاستشاري الإداري رام تشاران النصيحةالذهبية التالية: "ينبغي على التنفيذيّين القياديين أن يخرجوا موظفيهم من قمقمالذعر النفساني و أن يعيدوا تصميم منظّماتهم لتكون متمحورةً على الواقعٍالجديد".
نعم إنّ هذه النصيحة تسري على أي دورة عمل عادية ولكنّها تزدادأهمّيةً في أيامنا هذه. وإليك عزيزي القارئ بعض القواعد الجديدة لنجاح الإدارة فيالسنة الصعبة 2009 و ما بعدها.
غيّر قناعاتك و طريقةتفكيرك:
الأموالشحيحة... الأسواق متذبذبة... و المعنويات أصعب رفعاً في محيطٍ من القلق.... لاتتردّد، أقرّ لنفسك و لفريقك أن العالم قدتحوّل.
يقول دينيس كاريالقيادي المؤسس في مؤسسة كورن فيري العالمية "إن هذه الأيام هي أيام مراجعة كلتقنية كانت مجديةً أيام الازدهار، فعلى أبواب حربٍ حقيقية لا يمكنك الاعتماد كلياًعلى جنرالِ سلم. إن التنفيذيين الحربيين يستعدّون للأسوأ بحيث تتمكن منظّماتهم مناقتناص الحصص السوقية من بين أيدي المنافسين الذين لميستعدّوا".
إن كثيراً من أفضل المديرين في العام 2008 كانوا يستعدّونللمعركة في أوقات السلم و الرخاء. فعلى سبيل المثال نرى مارك هورد في شركة HP يقومبتقليصاتٍ شديدة في التكاليف متخلّياً عن الأعمال الهامشية و مركّزاً على اللعببأقوى أوراق الشركة خلال السنوات القليلة الفائتةً.
و نرى جيمي مورغان في مؤسسة JPMorgan Chase يجري تغييرات جذريةأنهضت البيان المالي الإجمالي لبنكه و وضعته في موقعٍ ملائمٍ للانقضاض بينما تستمرطرائد المنافسين في السقوط.
رتّب بيتكالماليّ:
من القضاياالجوهرية اليوم لدى كثير من الشركات توفير الاعتمادات اللازمة لدعم نموّها، و وحدهاالشركات المتمتّعة ببيانات مالية ختامية مشرقة تجدُ حظاً في تحقيقذلك.
لقد اعتاد الناس علىالوصول السهل للرأسمال، و لكن ذلك انتهى اليوم. فخلال سنةً واحدة و حسب تضاعف فرقتكلفة الاقتراض بين الشركة المصنّفةِ استثماريةً و بين المصنّفة غير استثماريةثلاثة أضعاف.
إنّ التوصل إلى الصحّة المالية يتطلّب التضحيات. تضحيات مثلبيع بعض الأصول بأسعار مهادِنة، أو إصدار الأسهم في أسواق هابطة. و في ذلك يقولمارك زينر المدير المنتدب في المجموعة الاستشارية في بنك JPMorgan Chase: "إن كانسهمك تبلغ قيمته خمسين دولاراً فقد تجد إصداره عندما يصل السعر إلى عشرين أمراًمريعاً، و لكن لا! لأنك إن لم تفعل ستجد نفسك في وضع أشدّسوءاً".
وكذلك نرى شركة خدمات الطاقة الكهربائية القابضة في العاصمةالأمريكية واشنطن POM اختارت تحصيل الألف و ستمئة مليون دولار التي تلزمها هذهالسنة للإنفاق على بنيتها التحتيّة من خلال إصدار أسهمٍ و سندات في أواخر العام 2008 عندما كانت الأسواق في الحضيض.
و يبدي المدير الماليبول باري مخاوفه من أن توفير الاعتمادات في العام 2009 سيكون أشدّ صعوبة و يرى أنشركة خدمات الطاقة قد تجرّعت الصبر باكراً قبل أن يزداد مرارةً و تستطيع الآنالتمتّع بمركزها التنافسيّ الجيد الذي يتيح لها المضيّ في تعزيز مصداقيتها من خلالمدّ خطوط توزيع الطاقة الجديدة.
اهجم على كعكة الحصّة السوقية... لا تنتظر خلوّالمائدة:
الكعكة تستمرفي التضاؤل و المنافسون الأثقل حركةً يزدادون ضعفاً. لا تنتظر حتى يسقط المنافسونعلى الأرض. حاول استئجار نخبة موظّفيهم في الوقت ذاته الذي تتخذ فيه الخطواتاللازمة لمنعهم من سحب موظفيك. أو اتجه نحو شراء الأصول رخيصةً من المنافسين الذينجفّت أوردة السيولة لديهم. اتخذ الخطوات اللازمة لجذب العملاء الجدد بينما يكونالآخرون منصرفين إلى تقليص تكاليف خدمةالعملاء.
تخلّ عن الإستراتيجياتأو المنتجات البعيدة عن محور العمل الأساسيّ. و من الأمثلة على ذلك أن سلسلةالمتاجر الضخمة وول مارت قامت السنة الماضية بالتخلّي عن سياسة تكديس تنوّع هائل منالمنتجات داخل متاجرها لتوسيع نطاق القبول، و بدلاً عن ذلك نرى شركة التوزيع الأكبرعالمياً تركّز على تبسيط مزيجها و تخفيض أسعار المنتجات الأكثر طلباً. و حسب مديرالمشتريات جون فليمنغ فإن النتيجة هي: حصة أكبر في زمر البيع الأكثر طلباً مثلأجهزة التلفزيون المسطّحة الشاشة.
راجع نظام المكافأة فيمؤسّستك:
من المغريتخفيض المكافآت تخفيضاً عمومياً لا تمييزياً across the board ، و لكن لا! فأيامنا هذه تستدعي أكثر من أي وقتٍ آخر المفاضلة و تركيز المكافأة على أفضل عناصرالمنظّمة.
وإن كنت مضطراً إلى التخفيض فابدأ بذلك منالقمّة. و هكذا نرى المدير التنفيذي لشركة فيديكس FedEx فريدريك سميث يعلن تخفيضاتواسعة على الأجور و يتلقّى بنفسه الضربة الأشدّ مخفضاً أجره بنسبة عشرين بالمئة. وفي هذا يقول أخصائي علم النفس التنظيمي بن داتنر: "آخر ما تحتاجه من ورطات في أوقاتالأزمات أن يشعر الناس بأنّك لا تتردّد في استغلالهم و استغلال عمل المنظمة كلّهافي سبيل الحفاظ على مصالحك و تنميةمكاسبك".
إن لم يكن بإمكانك تقديم المزيد من المالللموظفين فابحث عن طرقٍ تتيح لهم من خلالها مزيداً من الصلاحيات و النفوذ. فعلىسبيل المثال عندما قامت شركة شل بإدخال المشرفين في إحدى مصافيها في تكساس في عمليةالمناقشة و البحث عن سبل تحسين الاداء كانت النتيجة ارتفاعاً هائلاً في المعنوياتوتقلّصاً بمقدار 30% في أعمال الصيانة الطارئة خارجالخطّة.
تجرّأ علىالابتكار:
النجاح فيالابتكار الآن يمكن أن يضعك في موضعٍ ملائمٍ لإنجاز تحسيناتٍ تحوّليّة. تطبيقاًلهذه القناعة نرى شركة بفايزر Pfizer تفصل بين وحدتي الأعمال و الأبحاث للمساعدة فيتطوير الأفكار الجديدة.
و حسب كوري غودمان رئيس مركز العلاجات والابتكارات البيولوجية " فإن هذه الخطوة جعلت بفايزر أكثر كفاءةً و أكثرريادية".
ولأولئك الراغبين في قدرٍ لا بدّ منه من المخاطرة فإن العام 2009 عام حافل بالكثيرمن الإمكانات.
و يقول أستاذ إدارة الأعمال في كلّية هارفارد البروفيسور ريتشارد تيدلو: "القائد هو الذي لا يقوم بما يقوم به الجميع... إن كان لديك منتجٌ تؤمن بنجاحه فهذهالأيام هي أيام الإقدام على الاستثمار الأكبر لاالأصغر".
تعلّم... علّم... تبادل المعرفة بمنافع الشدائد والأزمات:
هنالك الكثيرمن الأبحاث و الآراء حول تحصيل أعظم الفوائد من الأزمات. و من أبرز ما كتب في ذلكبحث "Winning in Turbulence" من تأليف الاستشاري داريل ريجبي، و سلسلة مقالاتمجموعة بوسطن الاستشارية "Collateral Damage" التي تقترح مجموعةً من سبل البقاء فيالشهور الآتية.
وكذلك تبرز ورقة البحث التي قدمها البروفيسورأليكساندر فيلد من جامعة سانتا كلارا و التي يتحدّى فيها المعرفة السائدة مسمّياًفترة الكساد الكبير "بالعقد الأكثر تقدّماً تقنياً في القرن العشرين" و يمكنك أنتراجع هذه المواد القيّمة و كثيراً غيرها على هذاالرابط:
http://bx.businessweek.com/management-ideas/reference