بسم الله الرحمن الرحيم
يارب لك الحمد والشكر والثناء كله بجميع محامد أهل السموات والآراضيين كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك
يارب جازى عنا حبيبنا وسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم خير الجزاء بما هو أهله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكر حجة الاسلام الامام ابى حامد الغزالى رضى الله عنه فى كتابه (احياء علوم الدين- كتاب الاذكار والدعوات )حديثا شريفا رواه الامام البخارى عن رفاعة الزرقى رضى الله عنهما ( كنا يوما نصلى وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رفع رأسه من الركوع وقال:سمع الله لمن حمد قال رجل وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم: ربنا لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه,فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاته قال: من المتكلم آنفا؟ قال:أنا يارسول الله,فقال صلى الله عليه وسلم:لقد رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أولا)) صدق الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم, والمحامد الرائعة القادمة هى من كتاب رائع هو من ذخائر وكنوز الادب العربى الى جانب انه منجم للمواعظ والحكم القيمة وأقصد كتاب(نهج البلاغة) للصحابى الجليل سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنه وأرضاه وكرم الله وجهه,ورغم أننى قرأت هذا الكتاب النفيس مرتين,الا انه فى هذه المرة الثالثة خطر ببالى أن استخرج لحضراتكم المحامد الطيبة المباركة التى ابتدأ بها سيدنا على رضى الله عنه خطبه ومواعظه للمسلمين لتكون هدية من العبد الفقير للذاكرين والذاكرات وراجيا من المولى العلى القدير القبول وأن يجعل ثوابها فى صحيفة أعمال كل الامة الاسلامية الى يوم الدين....مع ملاحظة ان النسخة التى وقعت بين يدى هى من منشورات دار الكتب العلمية فى بيروت فى طبعة أولى صدرت عام 1410 ه-1990 م..والكتاب من مجموع اختيارات الشريف الرضى وشرح الامام محمد عبده رحمهما الله.فيا أخوتى اذا وفقت فالتوفيق من الله أولا وأخيرا وان جانبت الصواب فهو من نفسى فأسأله تعالى اولا واخيرا الرحمة والمغفرة انه هو الغفور الرحيم..ورضى الله عن سيدنا على بن ابى طالب وال البيت الابرار الاطهار وكل صحابة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وجمعنا بهم تحت ظل عرشه يوم لاظل الاظله..اللهم ثبتنا على الكتاب والسنة وحب ال بيت رسول الله وصحابته الكرام اللهم أمين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين
العبد الفقير.18-2-2011 بنغازى الساعة الثالثة فجرا.....
بسم الله الرحمن الرحيم
1- الحمد لله الذى لايبلغ مدحته القائلون.ولايحصى نعماءه العادون.ولايؤدى حقه المجتهدون.الذى لايدركه بعد الهمم.ولايناله غوص الفطن.الذى ليس لصفته حدّ محدود.ولانعت موجود.ولاوقت معدود.ولاأجل ممدود.فطر الخلائق بقدرته.ونشر الرياح برحمته.ووتد بالصخور ميدان أرضه.أول الدين معرفته.وكمال معرفته التصديق به.وكمال التصديق به توحيده.وكمال توحيده الاخلاص له.وكمال الاخلاص له نفى الصفات عنه لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف وشهادة كل موصوف أنه غير الصفة.
2- أحمده استتماما لنعمته.واستسلاما لعزته.واستعصاما من معصيته.وأستعينه فاقة الى كفايته انه لايضل من هداه.ولايئل من عاداه.ولايفترق من كفاه.
3- الحمد لله وان أتى الدهر بالخطب الفادح.والحدث الجليل.وأشهد أن لااله الا الله وحده لاشريك له ليس معه اله غيره وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله.
4- الحمد لله غير مقنوط من رحمته.ولامخلو من نعمته.ولامأيوس من مغفرته.ولامستنكف عن عبادته.الذى لاتبرح منه رحمة.ولاتفقد له نعمة.
5- الحمد لله كلما وقب ليل وغسق.والحمد لله كلما لاح نجم وخفق.والحمد لله غير مفقود الانعام ولامكافاء الافضال.
6- الحمد لله الذى بطن خفيات الأمور.ودلت عليه أعلام الظهور.وامتنع على عين البصير.فلا عين من لم يره تنكره.ولاقلب من أثبته يبصره.سبق فى العلو فلاشىء أعلى منه.وقرب فى الدنو فلا شىء أقرب منه.فلا استعلاؤه باعده عن شىء من خلقه.ولاقربه ساواهم فى المكان به.لم يطلع العقول على تحديد صفته.ولم يحجبها عن واجب معرفته.فهو الذى تشهد له أعلام الوجود.على اقرار قلب ذى الجحود تعالى الله عما يقول المشبهون به والجاحدون له علوا كبيرا.
7- الحمد لله الذى لم يسبق له حال حالا فيكون أولا قبل أن يكون آخرا ويكون ظاهرا قبل أن يكون باطنا كلّ مسمى بالوحدة غيره قليل وكلّ عزيز غيره ذليل وكلّ قوى غيره ضعيف وكلّ مالك غيره مملوك وكلّ عالم غيره متعلم وكلّ قادر غيره يقدر ويعجز وكلّ سميع غيره يصمّ عن لطيف الأصوات ويصمّه كبيرها ويذهب عنه مابعد منها وكلّ بصير غيره يعمى عن خفى الألوان ولطيف الأجسام وكلّ ظاهر غيره باطن وكلّ باطن غيره غير ظاهر لم يخلق ماخلقه لتشديد سلطان ولاتخوّف من عواقب زمان ولااستعانة على ندّ مثاور ولاشريك مكاثر ولاضدّ منافر ولكن خلائق مربوبون وعباد داخرون لم يحلل فى الأشياء فيقال هو فيها كائن ولم ينأ عنها فيقال هو منها بائن لم يؤده خلق ماابتدأ ولاتدبير ماذرأ ولاوقف به عجز عما خلق ولا ولجت عليه شبهة فيما قضى وقدّر بل قضاء متقن وعلم محكم وأمر مبرم المأمول مع النّقم والمرهوب مع النعم
8- الحمد لله الذى علا بحوله ودنا بطوله مانح كلّ غنيمة وفضل وكاشف كلّ عظيمة وأزل أحمده على عواطف كرمه وسوابغ نعمه وأومن بهأولا باديا وأستهديه قريبا هاديا وأستعينه قادرا قاهرا وأتوكل عليه كافيا ناصرا وأشهد أن محمدا صلّى الله عليه وآله عبده ورسوله أرسله لانفاذ أمره وانهاء عذره وتقديم نذره.
9- الحمد لله المعروف من غير رؤية والخالق من غير روية الذى لم يزل قائما دائما اذ لاسماء ذات أبراج ولاحجب ذات أرتاج ولا ليل داج ولابحر ساج ولاجبل ذو فجاج ولافجّ ذو اعوجاج ولا ارض ذات مهاد ولاخلق ذو اعتماد ذلك مبتدع الخلق ووارثه واله الخلق ورازقه والشمس والقمر دائبان فى مرضاته يبليان كلّ جديد ويقربان كلّ بعيد قسم أرزاقهم وأحصى اثارهم وأعمالهم وعدد أنفاسهم وخائنة أعينهم وماتخفى صدورهم من الضمير ومستقرهم ومستودعهم من الارحام والظهور الى أن تتناهى بهم الغايات هو الذى اشتدت نقمته على أعدائه فى سعة رحمته واتسعت رحمته لأوليائه فى شدة نقمته قاهر من عازّه ومدمر من شاقّه ومذلّ من ناواه وغالب من عاداه ومن توكل عليه كفاه ومن سأله أعطاه ومن أقرضه قضاه ومن شكره جزاه.
10- الحمد لله الذى لايفره المنع والجمود ولايكديه الاعطاء والجود اذ كلّ معط منتقص سواه وكلّ مانع مذموم ماخلاه وهو المنان بفوائد النّعم وعوائد المزيد والقسم عياله الخلق ضمن أرزاقهم وقدّر أقواتهم ونهج سبيل الراغبين اليه والطالبين مالديه وليس بما سئل بأجود منه بما لم يسأل الأول الذى لم يكن له قبل فيكون شىء قبله والآخر الذى ليس له بعد فيكون شىء بعده والرادع أناسى الأبصار عن أن تناله أو تدركه مااختلف عليه دهر فيختلف منه الحال ولا كان فى مكان فيجوز عليه الانتقال ولو هب ماتنفست عنه معادن الجبال وضحكت عنه أصداف البحار من فلزّ اللجين والعقيان ونثارة الدّر وحصيد المرجان ما أثر ذلك فى جوده ولا أنفذ سعة ماعنده ولكان عنده من ذخائر الانعام مالا تنفده مطالب الانام لأنه الجواد الذى لا يغيضه سؤال السائلين ولا يبخله الحاح الملحين.
11- الحمد لله الأول فلاشىء قبله والآخر فلا شىء بعده والظاهر فلا شىء فوقه والباطن فلا شىء دونه.
12- نحمده على ماكان ونستعينه من أمرنا على مايكون ونسأله المعافاة فى الأديان كما نسأله المعافاة فى الابدان.
13- الحمد لله الناشر فى الحلق فضله والباسط فيهم بالجود يده نحمده فى جميع أموره ونستعينه على رعاية حقوقه ونشهد أن لااله غيره وان محمدا عبده ورسوله
14- الحمد لله الذى شرع الاسلام فسهل شرائعه لمن ورده وأعزّ أركانه على من غالبه فجعله أمنا لمن علقه وسلما لمن دخله وبرهانا لمن تكلم به وشاهدا لمن خاصم به ونورا لمن استضاء به وفهما لمن عقل ولبا لمن تدبر وآية لمن توسم وتبصرة لمن عزم وعبرة لمن أتعظ ونجاة لمن صدّق وثقة لمن توكل وراحة لمن فوّض وجنّة لمن صبر فهو أبلج المناهج واضح الولائج مشرف المنار مشرق الجواد مضىء المصابيح كريم المضمار رفيع الغاية جامع الحلبة متنافس السبقة شريف الفرسان التصديق منهاجه والصالحات مناره والموت غايته والدنيا مضماره والقيامة حلبته والجنة سبقته.
15- الحمد لله المتجلى لخلقه بخلقه والظاهر لقلوبهم بحجته خلق الخلق من غير روية اذ كانت الرويات لاتليق الا بذوى الضمائر وليس بذى ضمير فى نفسه خرق علمه باطن غيب السترات وأحاط بغموض عقائد السريرات.
16- الحمد لله الواصل الحمد بالنعم والنعم بالشكر نحمده على آلائه كما نحمده على بلائه ونستعينه على هذه النفوس البطاء عمّا أمرت به السّراع الى مانهيت عنه ونستغفره مما أحاط به علمه وأحصاه كتابه علم غير قاصر وكتاب غير مغادر ونؤمن به ايمان من عاين الغيوب ووقف على الموعود ايمانا نفى اخلاصه الشّرك ويقينه الشّك.
17- نحمده على ماأخذ وأعطى وعلى ماأبلى وابتلى الباطن لكل خفيّة الحاضر لكل سريرة العالم بما تكنّ الصّدور وماتخون العيون ونشهد أن لااله غيره وأن محمدا نجيبه وبعيثه شهادة يوافق فيها السّر الاعلان والقلب اللسان.
18- أحمد الله وأستعينه على مداجر الشيطان ومزاجره والاعتصام من حبائله ومخاتله.وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله ونجيبه وصفوته.
19- الحمد لله الدال على وجوده بخلقه وبمحدث خلقه على أزليته وباشتباهم على أن لاشبه له لاتستلمه المشاعر ولاتحجبه السواتر لافتراق الصانع والمصنوع والحادّوالمحدود والربّ والمربوب الأحد لا بتأويل عدد والخالق لابمعنى حركة ونصب والسميع لا بأداة والبصيرلا بتفريق آلة والشاهد لا بمماسة والبائن لا بتراخى مسافة والظاهر لا برؤية والباطن لا بلطافة بان من الاشياء بالقهر لها والقدرة عليهاوبانت الاشياء منه بالخضوع له والرجوع اليه من وصفه فقد حدّه ومن حدّه فقد عدّه ومن عدّه فقد أبطل أزله ومن قال كيف فقد استوصفه ومن قال أين فقد حيّزه وعالم اذ لامعلوم وربّ اذ لامربوب وقادر اذ لامقدور.
20- الحمد لله الذى انحسرت الأوصا ف عن كنه معرفته وردعت عظمته العقول فلم تجد مساغا الى بلوغ غاية ملكوته هو الله الحق المبين أحق وأبين ممّا ترى العيون لم تبلغه العقول بتحديد فيكون مشبّها ولم تقع عليه الأوهام بتقدير فيكون ممثّلا خلق الخلق على غير تمثيل ولا مشورة مشير ولا معونة معين فتمّ خلقه بأمره وأذعن لطاعته فأجاب ولم يدافع وانقاد ولم ينازع .
21- الحمد لله الذى جعل الحمد مفتاحا لذكره وسببا للمزيد من فضله ودليلا على آلا ئه وعظمته.
22- الحمد لله خالق العباد وساطح المهاد ومسيل الوهاد ومخصب النّجاد ليس لأوليته ابتداء ولا لأزليته انقضاء هو الأوّل لم يزل والباقى بلا أجل خرّت له الجباه ووحّدته الشّفاه حدّ الأشياء عند خلقه لها ابانة له من شبهها لاتقدّره الأوهام بالحدود والحركات ولا بالجوارح والأدوات لايقال له متى ولا يضرب له أمد بحتّى الظّاهر لايقال ممّا والباطن لايقال فيما لا شبح فيتقضّى ولا محجوب فيحوى لم يقرب من الأشياء بالتصاق ولم يبعد عنها بافتراق لايخفى عليه من عباده شخوص لحظة ولا كرور لفظة ولا ازدلاف ربوة ولاانبساط خطوة فى ليل داج ولا غسق ساج يتفيأ عليه القمر المنير وتعقبه الشّمس ذات النّور فى الأفول والكرور وتقلب الأزمنة والدّهور من اقبال ليل مقبل وادبار نهار مدبر قبل كلّ غاية ومدّة وكلّ احصاء وعدّة .تعالى عمّا ينحله المحدّدون من صفات الأقدار ونهايات الأقطار وتأثّل المساكن وتمكّن الأماكن فالحدّ لخلقه مضروب والى غيره منسوب لم يخلق الأشياء من أصول أزلية ولا أوائل أبديّة بل خلق ماخلق فأقام حدّه وصوّر ماصوّر فأحسن صورته ليس لشىء منه امتناع ولا له بطاعة شىء انتفاع علمه بالأموات الماضين كعلمه بالأحياء الباقين وعلمه بما فى السموات العلى كعلمه بما فى الأرضين السّفلى.
23- الحمد لله الّذى لاتوارى عنه سماء سماء ولا أرض أرضا.
24- أحمد الله على ماقضى من أمر وقدّر من فعل.
25- الحمد لله الّذى اليه مصائر الخلق وعواقب الأمر نحمده على عظيم احسانه ونيّر برهانه ونوامى فضله وامتنانه حمدا يكون لحقّه قضاء ولشكره أداء والى ثوابه مقرّبا ولحسن مزيده موجبا ونستعين به استعانة راج لفضله مؤمّل لنفعه واثق بدفعه معترف له بالطول مذعن له بالعمل والقول ونؤمن به ايمان من رجاه موقنا وأناب اليه مؤمنا وخنع له مذعنا وأخلص له موحّدا وعظّمه ممجّدا ولاذ به راغبا مجتهدا لم يولد سبحانه فيكون فى العزّ مشاركا ولم يلد فيكون موروثا هالكا ولم يتقدّمه وقت ولا زمان ولم يتعاوره زيادة ولا نقصان بل ظهر للعقول بما أرانا من علامات التدبير المتقن والقضاء المبرم فمن شواهد خلقه خلق السموات موطّدات بلا عمد قائمات بلا سند دعاهنّ فأجبن طائعات مذعنات غير متلكئات ولا مبطئات ولولا اقرارهن له بالربوبيّة واذعانهن بالطّواعية لما جعلهنّ موضعا لعرشه ولا مسكنا لملا ئكته ولا مصعدا للكلم الطّيب والعمل الصّالح من خلقه جعل نجومها أعلاما يستدلّ بها الحيران فى مختلف فجاج الأقطار لم ضوء نورها ادلهمام سجف اللّيل المظلم ولا استطاعت جلا بيب سواد الحنادس أن تردّ ماشاع فى السّموات من تلألؤ نور القمر فسبحان من لايخفى عليه سواد غسق داج ولا ليل ساج فى بقاع الأرضين المتطأطئات ولا فى يفاع السّفع المتجاورات وماتسقط من ورقة تزيلها عن مسقطها عواصف الأنواء وانهطال السماء ويعلم مسقط القطرة ومقرّها ومسحب الذّرّة ومجرّها ومايكفى البعوضة من قوتها وماتحمل الأنثى فى بطنها الحمد لله الكائن قبل أن يكون كرسىّ أو عرش أو سماء أو أرض أو جان أو أنس لايدرك بوهم ولا يقدّر بفهم ولا يشغله سائل ولا ينقصه نائل ولايبصر بعين ولايحدّ بأين ولايوصف بالأزواج ولا يخلق بعلاج ولايدرك بالحواسّ ولايقاس بالنّاس الذّى كلّم موسى تكليما وأراه من آياته عظيما بلا جوارح ولا أدوات ولا نطق ولا لهوات بل ان كنت صادقا أيها المتكلف لوصف ربّك فصف جبرائيل وميكائيل وجنود الملائكة المقرّبين فى حجرات القدس مرجحنيّن متولّلهة عقولهم أن يحدّوا أحسن الخالقين فانّما يدرك بالصّفات ذوو الهيئات والأدوات ومن ينقضى اذا بلغ أمده حدّه بالفناء فلا اله الاّ هو أضاء بنوره كلّ ظلام وأظلم بظلمته كلّ نور.
26- الحمد لله المعروف من غير رؤية والخالق من غير منصبة خلق الخلائق بقدرته واستعبد الأرباب بعزّته وساد العظماء بجوده وهو الّذى أسكن الدّنيا خلقه وبعث الى الجن والأنس رسله ليكشفوا لهم عن غطائها وليحذّروهم من ضرّائها وليضربوا لهم أمثالها وليبصروهم عيوبها وليهجموا عليهم بمعتبر من تصرّف مصاحّها وأسقامها وحلالها وحرامها وماأعدّ الله للمطيعين منهم والعصاة من جنّة ونار وكرامة وهوان أحمده الى نفسه كما استحمد الى خلقه جعل لكلّ شىء قدرا ولكلّ قدر أجلا ولكلّ أجل كتابا.
27- الحمد لله الذى لاتدركه الشّواهد ولاتحويه المشاهد ولاتراه النّواظر ولا تحجبه السّواتر الدّالّ على قدمه بحدوث خلقه وبحدوث خلقه على وجوده وباشتباهم على أن لاشبه له الّذى صدق فى ميعاده وارتفع عن ظلم عباده وقام بالقسط فى خلقه وعدل عليهم فى حكمه مستشهد بحدوث الأشياء على أزليته لابعدد ودائم لا بأمد وقائم لا بعمد تتلقاه الأذهان لا بمشاعرة وتشهد له المرائى لا بمحاضرة لم تحط به الأوهام بل تجلّى لها بها وبها امتنع منها واليها حاكمها ليس بذى كبر امتدّ ت به النهايات فكبرته تجسيما ولا بذى عظم تناهت به الغايات فعظّمته تجسيدا بل كبر شأنا وعظم سلطانا وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله الصّفى وأمينه الرّضى صلّى الله عليه وآله أرسله بوجوب الحجج وظهور الفلج وايضاح المنهج فبلّغ الرسالة صادعا بها وحمل على المحجّة دالاّ عليها وأقام أعلام الاهتداء ومنار الضّياء وجعل أمراس الاسلام متينة وعرى الايمان وثيقة.
28- أحمده شكرا لانعامه وأستعينه على وظائف حقوقه عزيز الجند عظيم المجد.
29- الحمد لله الفاشى حمده والغالب جنده والمتعالى جدّه أحمده على نعمه التؤام وآلا ئه العظام الذى عظم حلمه فعفا وعدل فى كلّ ماقضى وعلم مايمضى ومامضى مبتدع الخلائق بعلمه ومنشئهم بحكمه بلا اقتداء ولا تعليم ولا احتذاء لمثال صانع حكيم ولا اصابة خطا ولاحضرة ملا وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ابتعثه والنّاس يضربون فى غمرة ويموجون فى حيرة قد قادتهم أزمة الحين واستغلقت على أفئدتهم أقفال الرّين..
30- الحمد لله الذى لبس العزّ والكبرياء واختارهما لنفسه دون خلقه وجعلهما حمى وحرما على غيره واصطفاهما لجلاله وجعل الّلعنة على من نازعه فيهما من عباده.
31- نحمده على ماوفّق له من الطاعة وذاد عنه من المعصية ونسأله لمنّته تماما وبحبله اعتصاما ونشهد أنّ محمدا عبده ورسوله خاض الى رضوان الله كلّ غمرة وتجرّع فيه كلّ غصّة وقد تلوّن له الأدنون وتألب عليه الأقصون وخلعت اليه العرب أعنتها وضربت لمحاربته بطون رواحلها حتّى أنزلت بساحته عداوتها من أبعد الدّار وأسحق المزار.
32- الحمد لله الّذى أظهر من آثار سلطا نه وجلال كبريائه ماحيّر مقل العيون من عجائب قدرته وردع خطرات هماهم النّفوس عن عرفان كنه صفته وأشهد أن لااله الا الله شهادة ايمان وايقان واخلاص واذعان وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله وأعلام الهدى دارسة ومناهج الدين طامسة فصدع بالحقّ ونصح للخلق وهدى الى الرّشد وأمر بالقصد صلّى الله عليه وآله.
33- الحمد لله العلى عن شبه المخلوقين الغالب لمقال الواصفين الظّاهر بعجائب تدبيره للناظرين الباطن بجلال عزّته عن فكر المتوهّمين العالم بلا اكتساب ولا ازدياد ولا علم مستفاد المقدّر لجميع الأمور بلا روية ولا ضمير الّذى لاتغشاه الظّلم ولا يستضىء بالأنوار ولا يرهقه ليل ولا يجرى عليه نهار ليس ادراكه بالابصار ولا علمه بالأخبار.
34- الحمد لله الّى لم يصبح بى ميّتا ولاسقيما ولا مضروبا على عروقى بسوء ولا مأخوذا بأسوا عملى ولا مقطوعا دابرى ولا مرتدا عن دينى ولامنكرا لربّى ولامستوحشا من ايمانى ولا ملتبسا عقلى ولامعذّبا بعذاب الأمم من قبلى أصبحت عبدا مملوكا ظالما لنفسى لك الحجّة علىّ ولاحجّة لى لا أستطيع أن آخذ الا ماأعطيتنى ولا أتقى الا ماوقيتنى.
اللهمّ انّى أعوذ بك أن أفتقر فى غناك أو أضل فى هداك أوأضام فى سلطانك أو أضطهد والأمر لك
اللهم اجعل نفسى أول كريمة تنتزعها من كرائمى وأوّل وديعة ترتجعها من ودائع نعمك عندى
اللهم انا نعوذ بك أن نذهب عن قولك أو نفتتن عن دينك أو تتابع بنا أهواؤنا دون الهدى الّذى جاء من عندك