
مشاركة: دور مدققي الحسابات في الحد من التهرب الضريبي
- ضعف الوعي الضريبي :
يعدّ ضعف الوعي الضريبي من الأسباب الرئيسة للتهرب الضريبي ، فكلما زاد الوعي الضريبي لدى المكلفين ضعف الدافع على التهرب ، وبالعكس أي كلما كان الوعي الضريبي لدى المكلفين ضعيفاً كان الباعث النفسي على التهرب الضريبي قوياً ومتماسكاً ، وسادة كراهية الضريبة .
والوعي الضريبي مرتبط بعوامل اقتصادية وعوامل سياسية ، وبمقدار ما يشعر الشخص برابطة قوية لمجتمعه ولبلده ، يزداد وعيه الضريبي ، وتنخفض حدة التهرب الضريبي ، ويظهر ذلك عندما يشعر المواطن ويلاحظ سوء الإنفاق الحكومي ، بحيث أن الدولة تطلب منه ولا تعطيه ، أو أنها تطلب منه الكثير ولا تعطيه إلا القليل ، أو أن الدولة لا تنفق الأموال العامة في وجوه الإنفاق الرشيدة وللمصلحة العامة , يزداد الدافع للتهرب الضريبي .
6- قصور الإعفاءات الضريبية :
إن أغلب التشريعات الضريبية تقرر إعفاءات من الضريبة متنوعة ومختلفة فهناك الإعفاءات العائلية وإعفاء الحد الأدنى من الدخل ...الخ ، فإذا كانت هذه الإعفاءات عادلة ، تحد من الرغبة للتهرب الضريبي بينما إذا لم تكن الإعفاءات تتناسب مع العوامل التي تبررها ازدادت الرغبة للتهرب من الضريبة .
7- ارتفاع العبء الضريبي :
ويرتبط هذا السبب بالحالة الاقتصادية السائدة وبالنظم الضريبية المطبقة ، ومعروف أن العبء الضريبي هو : نسبة جملة الضرائب المفروضة على المكلف إلى صافي دخله ، وبالتالي قدرة المواطن على تحمل الضريبة متوقفة على دخله ، فإذا زاد العبء الضريبي بنسبة أكثر من زيادة الدخل للمكلف ، الأمر الذي يشجع على التهرب الضريبي ، وبالعكس إذا كان العبء الضريبي قليلاً نسبياً فإن بواعث التهرب تكون محدودة .
8- الهيكل الضريبي :
إن الهيكل الضريبي لبلد ما ، مكون من التشريع الضريبي المتضمن عدد الضرائب المطبقة ، وتوزيع الضرائب من مباشرة وغير مباشرة ....الخ فالنظام الضريبي الذي يرتكز على الضرائب النوعية ، وما يتطلبه من تقديم مجموعة من التصريحات يقدمها المكلف ، بالإضافة إلى العديد من المعدلات الضريبية ، كل هذه العوامل عبارة عن ثغرات يستفيد منها المكلف للتهرب من الضريبة ، وعلى الأقل تشكل عوامل تشجع على التهرب الضريبي ، كما هو حادث في أغلب البلدان النامية .
9- الهيكل الإداري :
تعتبر الإدارة الضريبية ، الأداة التنفيذية للضرائب المطبقة ، كلما كانت هذه الإدارة ضعيفة الكفاءة والنزاهة ، سهلت التهرب الضريبي ، وهذا يلاحظ في الكثير من البلدان النامية ، حيث يوجد نقص في الأيدي العاملة الفنية ، ونقص في الخبرة العملية للعاملين في الإدارة مما يؤدي إلى المغالاة في تقدير الضرائب ، أو بأقل من قيمتها الحقيقة ، مما يترتب عليه آثار معنوية تشجع المكلفين على التهرب ، وهكذا فإن تقييد الإجراءات الإدارية بالتحقيق والتحصيل تولد الكراهية للضريبة .
ثالثاً : طرق مكافحة التهرب الضريبي
كما لاحظنا أن أسباب التهرب الضريبي متعددة ومتنوعة ، ولا تعود لعامل واحدة فقط ، فهناك عامل التشريع المالي والدوائر المالية وعامل مسئول عنه المكلف ، ولهذا فإن طرق مكافحة التهرب تختلف تبعاً للنظام الضريبي في كل بلد ، كما تختلف هذه الطرق من ضريبة إلى أخرى في النظام الضريبي الواحد ، وسندرس وسائل مكافحة التهرب الضريبي على النحو التالي :
1- نشر الوعي الضريبي :
ويتم ذلك بتعريف المواطنين بالضريبة وطبيعتها ومشروعية حق الدولة في تقاضيها ، ووجوه إنفاقها من خلال أجهزة الإعلام المختلفة ، ولا يكتفي بإذاعة نشرات تذكيرية بالصحف ، ليقوم المكلفون بتقديم إقراراتهم في الميعاد ، وسداد الضريبة في الوقت المحدد ، وذلك لأن الشعور بالمسؤولية تجاه دفع الضريبة أمر لا يقوم فقط على الاعتبارات الموضوعية والفنية وحدها ، بل يستند إلى اكتمال الوعي الضريبي ، وتمتع أفراد المجتمع بروح الانتماء السليم إلى الوطن ، فأي نظام ضريبي ليس نظاماً جامداً آلياً بل هو نظام اجتماعي اقتصادي سياسي يستمد كيانه ومضمونه من روح المجتمع وعقليته .
فالوعي الضريبي ، هو أن يقتنع كل مكلف بدفع الضريبة المترتبة عليه ، وهذا الأمر يتطلب أن تقوم السلطات بترشيد الإنفاق العام ، بما يخدم الصالح العام حتى يشعر دافع الضريبة أن الموارد العامة ، إنما تعود عليه في شكل منافع وخدمات مباشرة وغير مباشرة . والوعي الضريبي يتطلب أن لا يكون التهرب الضريبي موضع تأييد الرأي العام ومحل رضائه لأن مثل هذا الأمر يدفع المكلفين إلى تقليد بعضهم بعضاً في التهرب الضريبي .
2- مراجعة التشريعات الضريبية :
للتشريع الضريبي الجيد مجموعة من الصفات من حيث حسن الصيغة وانسجامه مع الوضع الاقتصادي ، فالتشريع المالي الجيد والمنسجم والمرتبط عليه أن لا يتضمن ثغرات تترك مجالاً للتهرب وعدم المساواة ، وهذا الأمر يتطلب أيضاً تحسين الإجراءات الإدارية من حيث اختصار إجراءات التحقيق والتحصيل مما يساعد على سرعة تحقق الضريبة وجبايتها ، وبالتالي يتحقق عنصر الملائمة فلا تطول الإجراءات وتتعقد ، بحيث تترك مجالاً للمكلف للتهرب من الضريبة .
3- تحقيق العدالة الضريبية :
لتحقيق مبدأ الضريبية لا بد من مجموعة من السبل والإجراءات منها :
أ- شمولية الضريبة : بحيث تصيب جميع الدخول ، حتى لا يشعر المكلف الذي يدفع الضريبة ، أن هناك من يحقق إيرادات ولا يدفع ضريبة .
ب- معدل الضريبة : يجب أن يكون معدل الضريبة في حدود المعقول ، لأن أي معدل مرتفع يترك آثاراً سيئة في نفسية دافع الضريبة ، وأي ضريبة تأكل مطرحها تدفع إلى التهرب الضريبي ، إن مثل هذه الضريبة تصيب رأس المال ولا تصيب الربح الناجم عن رأس المال .
ج- الإعفاءات الضريبية : أي نظام ضريبي يحتوي على إعفاءات فيها محاباة لبعض الفئات على حسبها فئات أخرى ، لابد أن يدفع دافع الضريبة للتهرب منها ، لذلك على الإعفاءات أن تكون مدروسة بشكل جيد ويستفيد منها أشخاص بحاجة إلى إعفاءات وإلا أدى الأمر إلى تهرب ضريبي من قبل دافعي الضرائب .
د- الأخذ بمبدأ شخصية الضريبة : أي مراعاة الحالة الاجتماعية للمكلف ، وذلك لتحديد قدرته التكليفية الحقيقية ، بعد الأخذ في الحسبان ، الحد الأدنى الضروري لنفقات المعيشة ، وعدد أفراد أسرته ونمط حياته والأفراد الذين يقوم بإعالتهم .
هـ- تشجيع المكلفين على مسك الدفاتر التجارية : كلما نظم المكلفون نشاطهم في دفاتر قانونية ساعد الدوائر المالية على تحديد أرباحهم الحقيقية بشكل صحيح ، لأن المكلف هو أقدر الناس على معرفة وضعه المالي ، وغياب الدفاتر التجارية الممسوكة بشكل منتظم من قبل أغلب المكلفين أحد العوامل الرئيسة في التهرب الضريبي ، والذي يحدث أن المكلف الذي ينظم دفاتر محاسبية غالباً ما يقوم بتنظيم نموذجين من الدفاتر .
النموذج الأول: مخصص للدوائر المالية حيث لا يحتوي إلا على ما يرغب المكلف بإظهاره للدوائر المالية .
النموذج الثاني: يحتوي على العمليات المالية الفعلية للمكلف ، ويحتفظ بها التاجر لنفسه ، وقد يساعده أحياناً موظفو الدوائر المالية في تنظيم دفاتره في كلا النموذجين .
و- الترابط بين الجهات المختلفة في الدولة : إن لدى أغلب المكلفين معاملات مختلفة تربطهم بكثير من الوزارات والمصارف ، والإدارات والهيئات ، فهم يتعاملون مع المصارف عن طريق الحسابات الجارية والقروض والإيداعات .
كما أن لهم علاقة بالدوائر الجمركية ، عند استيراد السلع أو تصديرها ، ولهم علاقة بدوائر التسجيل العقاري عند تسجيل عقاراتهم من بيع وشراء أو توثيق عقود .
فكل هذه البيانات في البنوك والجمارك والدوائر العقارية ، من العوامل التي تساعد الإدارة المالية على معرفة المركز الحقيقي للمكلف ، والوقوف على حجم نشاطه ، ومما يساعد كثيراً على التعرف على المكلف المتهرب الذي لا يقدم تصريحاً صحيحاً عن نشاطه لذلك على التشريع الضريبي أن يسمح للإدارة المالية بالحصول على هذه البيانات بشكل دوري ومنظم من الجهات المذكورة .
ز- تحسين الجهاز الإداري الضريبي : ويتحقق هذا الأمر عن طريق الاهتمام بالأمور التالية :
- تدعيم الجهاز الضريبي بالآلات الحديثة من حاسوب وأجهزة متطورة وضرورية لسرعة إنجاز العمل ، وذلك بإتباع الأسلوب العصري الحضاري في تنظيم المكاتب واستلام البيانات وإقامة نظام استعلامات عصري حديث .
- رفع كفاءة العاملين في الإدارة المالية ، حتى يمكنهم من مواجهة الحالات الجديدة ، ويمكنهم من تنفيذ الخطط المرسومة مع ضرورة مراعاة حسن الاختيار من الناحيتين السلوكية والعملية ، بالإضافة إلى الخبرة العملية .
- الاهتمام بالتدريب العملي ، بحيث لا يكون مكتبياً ، بل يجب أن يكون التدريب عملياً ، بحيث يناط بالعاملين الفنيين القدامى تدريب العاملين الجدد
__________________
لا الـــــــــــه إلا الله
if you fail to plan you plan to fail
كلنا نملك القدرة علي إنجاز ما نريد و تحقيق ما نستحق
محمد عبد الحكيم